لم تكن العجوز هادي حضرية تدري أن رحلة البحث التي قادها إبنها يوسف ستغير مجرى حياتها و تجعل بيتها مزارا يجمع عشرات من أقارب وأخوال كانت إلى عهد قريب لا تعرفهم بل لم تكن تؤمن بوجودهم لأنها كانت تعتقد أنها إنقطعت عن أهل أمها إلى غير رجعة خاصة في ظل غياب أي أخبار عن أخوالها إلى أن قررت التلميح لإبنها ناجم يوسف الذي أعادت على مسمعه قصة والدتها زرنوح سعيدة بنت عمر بن بلقاسم وبنت فطيمة من عرش أولاد زكري المتواجد ين ب:روس الميعاد وأولاد جلال وسيدي خالد بولاية بسكرة والتي إصطحبها والدها في رحلة شاقة سنة1890 وعمرها لم يصل العاشرة ونظرا للظروف القاهرة آن ذاك اضطروالدها لتركها عند إحدى عائلات من لقب هادي المنحدرة من فرقة أولاد سي عبد السلام المنتمية لعرش أولاد سيدي عبيد ببئر العاتر بولاية تبسة و واصل رحلته أين يعتقد أنه قصد الحج عن طريق تونس وبعد غياب إثنى عشرة سنة قامت العائلة التي تؤوي الفتاة بتزويجها لإبنها محمد هادي سترا لها وحفاظا عليها وعلى شرفها خصوصا وقد أضحت واحدة من العائلة يجب سترها وتزويجها وبمرور الزمن نسيت أهلها وتأقلمت مع واقعها وأهلها الجدد ولم يزرها أحد إلا والدها ولمرة واحدة فقط وأنجبت حضرية التي تبلغ اليوم 90 عاما والتي شجعت إبنها يوسف عن بدئ رحلة البحث والتي إنطلقت سنة 2004 وكان مرشده ودليله السيد عبد الله مسعود وقد دام البحث 9 سنوات كاملة مسح خلالها عدة مناطق منها بسكرة – الأغواط- آفلو- البيض- عين الملح- أم العظام- روس الميعاد أين توصل إلى معلومات عند السيدة زرنوح فاطمة الشهيرة باسم فاطمة بنت دعاس البالغة من العمر90 سنة والتي روت له قصة مطابقة لقصة جدته وهنا تمكن من العثور على أخوال أمه وأهل جدته الذين توافدوا بعد ذلك على زيارة أمه أي إبنة إبنتهم حضرية طيلة شهري جانفي و فيفري 2013 وقد كان من بينهم ثلاثة شيوخ وهم أبناء خالها مع أولادهم وأحفادهم وأيضا خمسة أولاد خالتها وهم كذلك مع أبنائهم وأحفادهم – ليجتمع شمل حضرية مع أهل أمها بعد غياب دام أكثر من 120 سنة ( من 1890 إلى 2013) وتكون الفرحة كبيرة جدا بحيث يصعب وصفها .