قررت العاصمة البريطانية لندن تغريم أي باصق على شوارع لندن أو أحيائها، والأمر هنا لا يتعلق بلندن فقط بل يتعلق بقانون تسنه الكثير من العواصم والدول منها سنغافورة التي تغرم مواطنيها او الأجانب بغرامات مالية في حالة البصق، وجمعت الهند من هذا القانون 437 ألف دولار، والأمر ربما قد يبدو غريبا عندنا ما دام أن الناس تبصق في الشوارع كما المطر ويعتبر الأمر عاديا في نظرهم، وصراحة يعجز الشخص عن تفسير عدم سن قوانين مثل هذه في الجزائر، فالتشدد في ضريبة قسيمات السيارات وضرائب أخرى تثقل كاهل المواطن يمكن الاستغناء عنها وتعويضها بغرامات مثل هذه، فغرامة البصق حتى ولو كانت توازي في ثمنها قسيمة السيارات سيتقبلها المواطن بصدر رحب عكس قسيمة السيارات التي يرى فيها البعض أنها لا تعود للمواطن باي فائدة لا من ناحية المحيط ولا من ناحية صحته، والدليل أن الهدف منها هو اصلاح وترميم الطرقات والكل يعرف حال الطرقات رغم ما تعرفه خزينة الدولة من انتفاخ من خلال ضريبة هذه القسيمة، وبدلا من التفكير في ضرائب لا معنى لها تثير سخط المواطن وتشد أعصابه كان الأولى التفكير في ضريبة النظافة والإساءة للبيئة، وضريبة إخراج النفايات المنزلية في غير وقتها، وضريبة الاعتداء على المساحات الخضراء وضريبة الكتابة في اسوار البنايات، كنا على الاقل نكسب جمال ونظافة مدننا ويشعر المواطن فعلا أنها ضريبة تخدمه وتخدم صحته، وإلى أن نصبح كذلك سيظل الكل يبصق في الشوارع من الوزير إلى الغفير .