دعا مشاركون في لقاء أدبي نظمته المكتبة الرئيسية للمطالعة بتيبازة لتكريم الراحلة أسيا جبار الى العمل على ترجمة أعمال أيقونة الأدب العالمي الى اللغة العربية. وتأسف الحاضرون من أدباء وفنانيين وافراد عائلتها و أكاديميين من جامعات تيبازة و الجزائر العاصمة و البليدة و المدية و قسنطينة لعدم ترجمة اعمالها الادبية للغة العربية حيث تساءل الدكتور في الادب العربي من جامعة المدية بلقاسم عيساني عن سبب عدم ترجمة رواياتها الى لغة الضاد حتى يتسنى لشباب اليوم الذي يتقن اللغة العربية اكثر من الفرنسية التعرف اكثر على الايقونة جبار. وأردف يقول أن العديد من الطلبة الجامعيين المولعين بعالم الادب و الذين لا يتقنون اللغة الفرنسية ينتظرون بشغف ترجمة اعمال الراحلة جبار حتى يتسنى لهم التعرف عليها و على ابداعاتها عن قرب. من جهته رافع الدكتور في الادب العربي رشيد خوري من جامعة الجزائر عن "جزائرية و امازيغية و اسلام و عروبة" اسيا جبار التي لم تتنكر لها طيلة حياتها مستندا في ذلك الى رواياتها التي شكلت مدينة شرشال و الجزائر برمتها و عادات و تقاليد ابائها و اجدادها دائما منطلقا لها لتمتطي من خلالهما العالم الادبي و يسطع نجمها عاليا في كل ربوع العالم. وقال احد المتدخلين ان العملية تتطلب تدخل دار نشر تتوفر على امكانيات مادية معتبرة لان "حقوق النشر و التوزيع لاعمال اسيا جبار التي تحتكرها كبريات دور النشر العالمية وفق عقود تتطلب اموالا باهضة" و من ثمة يستوجب "جراة و شجاعة دور النشر الجزائرية من اجل التفكير في مثل هذه المشاريع". واما المخرج السينمائي أحمد بجاوي صاحب فيلم نوبة نساء شنوة فتحدث عن موهبة المراة في عالم السينما و قال انها "لم تاخذ حقها الكامل" في هذا المجال قبل ان يعرج عن طبيعتها المتواضعة و البسيطة. وأشار المخرج الى خطابها الاول باكاديمية اللغة الفرنسية عندما انتخبت عضوا بها حيث دافعت بشراسة عن الحريات وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها و نددت بالاستعمار الفرنسي. للاشارة فقد حاول المشاركون في تدخلاتهم على الحياة الشخصية لاحدى قامات الادب العالمي و نشأتها رغم "شح" المعلومات المتوفرة بسبب شخصية اسيا جبار التي تميل الى العمل في "الظل" و بعيدا عن "الاضواء" على حد تعبير المخرج بجاوي. وقد ألفت آسيا جبار التي ولدت في 30 يونيو 1936 بشرشال روايتها الأولى "العطش" سنة 1957 وتلتها أعمال أخرى أكسبتها إعتراف دولي توج بحصولها على العديد من الجوائز الأدبية. وقد رشحت الأديبة الجزائرية الراحلة لنيل جائزة نوبل المرموقة للأكاديمية السويدية في 2004 قبل أن تنتخب في الأكاديمية الفرنسية عام 2005. كما أنجزت أفلاما وثائقية طويلة منها "نوبة النساء بجبال شنوة" الذي حاز على جائزة النقد الدولية في مهرجان البندقية الدولي في 1979 وكذا "الزردة وأغاني النسيان" المتوجة بجائزة في مهرجان برلين عام 1983 كأفضل فيلم تاريخي. وقد توفيت الأديبة العالمية آسيا جبار يوم 6 فبراير المنصرم و ووري جثمانها الثرى بمقبرة مدينة شرشال مسقط رأسها.