في كل مرة تتبادر عدة تساؤلات حول الترحال بين الأأجناس الأدبية، وتجربة التنقل من كتابة الشعر إلى الرواية، وبين الدوافع والتمكن، وعدة نقاط تتفرع عن هذه الحالة، ارتأت الحلقة الثانية من "موعد مع الرواية التي تنظمها وزارة الثقافة، ويؤطرها الروائي سمير قاسيمي، ارتأت أن تخوض في هذه الحالة، الإبداعية، عبر مداخلات، نشطها كل من الروائي والشاعر أحمد عبد الكريم، الروائي والشاعر ناصر باكريا، رفقة الروائي والشاعر عبد الرزاق بوكبة، وهذا أمس السبت بقصر الثقافة مفدي زكريا. ناصر باكريا: " الشعر هو الأقدر على احتواء كل الأجناس الأخرى " عرج الروائي والشاعر ناصر باكريا على تطور الأدب عبر التاريخ وخاصة في العصر الحديث، وتأثير مختلف المدارس عل ى الأجناس الأدبية، موضحا أنه تأتى من ذلك في البداية ذوبان الأصناف، قبل أن تصل إلى مرحلة تحطيم الحدود بين الأجناس الأدبية، ضاربا مثال بأدونيس الذي كان يقول: "الشعر هو الأقدر على احتواء كل الأجناس الأخرى". عبد الرزاق بوكبة: "اللحظة هي التي تفرض الجنس الأدبي" من جهته حاول الروائي والشاعر عبد الرزاق بوكبة قولبة معنى الجنس الأدبي في مفهومه على أنه بعد فكري وطريقة تعاطي مع الوجود ، مفصلا أن الشعر هو ذلك القائم على خاصية المحو والأنية، أما الرواية فهي عكس الجنس السابق، لا تتعاطى مع الحالة بل مع الزمن، قائلا: "عن نفسي أندهش حين أسأل لماذا تحولت للسرد؟ أنا لم أتحول، الرواية هي تجربة فرضت عليا بعد انتقالي للعاصمة، اين اكتشفت قاموسا جديدا، ودلالات مختلفة، أجبرتني على حرق معجم الخواء"، وفسر في مجمل مداخلته، أنه يعيش اللحظة، هذه الأخيرة هي التي تفرض الجنس الأدبي، شعرا أم رواية، مضيفا، أن يلجأ أحيانا إلى فضاءات تستوعب مختلف الألوان الأدبية، مؤكدا أنه لا ينفي وجود الضوابط والقوانين. وصرح: "القصيدة احيانا تحيلك على الرواية، وتعلمك أنها لن تحتويك، كتلك المرأة العاقر التي تخطب لزجها، زوجة ولادة" أحمد عبد الكريم "لا نلوم الطير لماذا يغني بلحن دون ذاك" والشاعر أحمد عبد الكريم أكد أن الشعر الجزائري يعيش مأزقا حقيقي، بعد أن غاب عنه الأفق فهذا الجيل حسبه، أفلس شعريا، وتأخر في طرح هذا التساؤل وإشكالية التوجه من كتابة الشعر الى الانتاج الروائي، وقال: "مالك حداد، كاتب ياسين وأحلام مستغانمي لا يطرح أمامهم هذا السؤال رغم أنهم انتقلوا من الشعر الى الرواية، ولا يرتبط ذكرهم بتصنيف أدبي ما...". كما أبرز أن الشعر هو ديوان العرب رقم واحد، ويبقى المتنبي في أسمى درجة في إرثنا، لا يضاهيه لا روائي ولا قاص، من الخطأ طرح سؤال سؤال انتقال الشاعر الى الرواية بهذه السطحية، وصرح: "معظم الشعراء تفنى قريحتهم مبكرا، وهم في حاجة الى الاستمرار في الإبداع، فإما أن يتوقف، أو يرحل إلى جنس أخر... كما أننا لا يمكن ان نلوم عصفورا لمذا يغني بلحن دون ذاك..."