قدم الشاعر والكاتب عبد الرزاق بوكبة، مساء أول أمس بالمسرح الوطني محيي الدين بشتارزي، إصداره الرابع تحت عنوان ''عطش الساقية''، وهو ثمرة لثلاث سنوات من الجهد الأدبي والإبداعي ويدخل ضمن أدب الرحالة. وما يميز هذا الإصدار الجديد عن باقي إصداراته، كما يقول الكاتب هو هذا الانفتاح الأكبر على الأجناس الأدبية والانفتاح على الإنسان الجزائري البسيط وبلغة بسيطة. يحتوي هذا الإصدار الذي يقع في 360 صفحة، من القطع المتوسط والصادر عن منشورات دار السيرة الجزائرية، على خمسة فصول أولها تحت عنوان ''على هامش الرواية'' وضم مجموعة رحلات الكاتب إلى المدن الجزائرية، وتأملاته في بعض العقليات والنفسيات والوجوه ضم بورتريهات لصور ونماذج لحياة بشرية مختلفة. أما القسم الثاني ''على هامش القصة'' فهو الآخر ضم مجموعة من القصص القصيرة جدا، التي يربطها رابط واحد هو رفض التحولات البسيطة في حياتنا، وضم القسم الثالث الذي جاء بعنوان ''على هامش المسرح''، نصين مسرحيين هما ''حجر نجمة '' و''عودة العباد''. كما ضم القسم الرابع ''على هامش الحوار'' الحوارات التي اجريت مع الكاتب من طرف بعض الإعلاميين في الداخل والخارج، والتي كشف من خلالها كما يقول الكاتب عن هواجسه وأسئلته ومشروعه الإبداعي وأبجدياته، إضافة إلى الفصل الأخير ''على هامش الحياة''، وضم تأملات عن عدة أشياء أهمها إضرابه عن الطعام فهو كتاب يشبه الورشة المفتوحة على أكثر من جنس أدبي، فهو في الحقيقة خمسة كتب لم تكتمل في القصة والرواية والشعر والمسرح والحوار. ويعكف حاليا الكاتب على إنهاء الجزء الثاني من رواية ''جلدة الظل'' الصادرة سنة ,2009 تحت عنوان ''محيض الزيتونة''، وهو نص روائي مفتوح على الإنسان الجزائري البسيط في التسعينيات، وفي العشرية التي تلتها بحيث حاول فيها الكاتب أن يقترب من الشارع الجزائري المعاصر، بدون أية عقدة بواسطة أدوات تحاول الوصول إلى عمق هذا الإنسان دون أن تلغي منه شيئا، كإنسان كما هو بكل تناقضاته وأحزانه وأفراحه وأوجاعه وسطحياته. وعن تقييمه لفضاء ''صدى الأقلام'' باعتباره منشطه قال الكاتب إن استقطاب طيلة خمس سنوات أكثر من 300 مبدع، هو مكسب كبير، مضيفا بأنه حاول كل مرة أن يستضيف أصحاب المشاريع الإبداعية بكل مشاربهم واختلافاتهم وأجيالهم، وقال هذا الفضاء استطاع تغيير تلك النظرة التي كانت سائدة عند الكثير من المسرحيين الجزائريين، لخصوص علاقة المسرح بالأدب وكذا نظرة الكتاب لهذه العلاقة، حيث كل واحد منهما وجد في الآخر شريكا وفرصة للتكامل من أجل مسرح جزائري، أكثر رزانة وأكثر مستوى من أجل أدب يجد قنوات للترويج والتسويق من غير الكتاب الورق العادي. وخلال النقاش ذكر الشاعر أن الشارع الجزائري لم يدخل الرواية مستدلا برواية ''باب الحارة '' للأديب نجيب محفوظ، مضيفا بأن النخبة المثقفة هي التي تنتج أفكارا جديدة، وأن النخبة التي تحافظ على الأفكار القديمة وترفض التعاطي مع الواقع، هو الذي أدى بها إلى عزلة نفسها. وقال أيضا إن المشكل لا يكمن في النخبة المثقفة في السلطة أو خارج السلطة، لأنها تستطيع أن تعبر عن الأسئلة الجوهرية، وطرح الأسئلة الراهنة والتعبير عن الأذواق المختلفة. وأشار المتحدث إلى أن المشكل يكمن في غياب استراتيجية ثقافية لدينا تجعل من هذه النخبة الجديدة في الصدارة، مضيفا بأن هناك أخطارا ثقافية مرتبطة بعالم التكنولوجيا يجب التفكير فيها. للإشارة كان الشاعر والروائي عبد الرزاق بوكبة، قد كرم السنة الماضية في ختام مهرجان ''بيروت 39 ''، التي تنظمه مؤسسة هاي فيستفال البريطانية، بالتنسيق مع تظاهرة بيروت عاصمة عالمية للكتاب. الجدير بالذكر أن الإعلامي والكاتب عبد الرزاق بوكبة، نشط العديد من البرامج في الإذاعة والتلفزيون منها ''فاكهة الليل'' و ''كلام قصير'' وغيرهما إلى جانب إصداره لعدة كتب أهمها ''جلدة الظل'' و''أجنحة الذئب الأبيض''-.