عرض أمس الأول فيلم "عمري 50 سنة" لمخرجه جمال عزيزي، وهذا لأول مرة في الجزائر بقاعة سينماتيك العاصمة، وهذا بعد عودته من جولة عبر عدة مهرجانمات عبر العالم. الفيلم التلفزيون عمري 50 سنة سيناريو وحوار واخراج جمال عزيزي، يروي طيلة 97 دقيقة قصة عائلة جزائرية بسيطة تعيش بقرية هادئة في الأوراس، مكونة من الجد المجاهد ومعطوب حرب التحرير، الأب العسكري المقعد نتيجة إصابته البليغة في العشرية السوداء، الزوجة والإبن المحب لكرة القدم. الأسرة الصغيرة تعيش زوبعة من الشاكل، لتختزل صراعا بين الأجيال، بين الجد المكافح المؤمن أنه في سبيل الحرية يهون كل شيئ، والموت أو أن تصاب في سبيل الوطن شرف، أما الإبن المقعد ناقم على الدنيا، وفي جدل دائم مع والده حول القيم وجدوى أن تضحي من أجل أن تعيش عاجزا، ينفر منك الجميع، وسط هذه الجدلية هناك الإبن والزوجة، وشخصيات ثانوية على غرار المجاهد المزيف من ذات البلدة، إبنته الطبيبة وابنها... الفيلم يمكن اعتباره تلفزيوني صرف، إكتفى صاحبه بتلك الرسائل الوطنية والحديث عن القيم، وذلك الصراع بين النزاهة والمكر، والتصدع القائم بين الأجيال، وسارت الأحداث في اتجاه واحد، لم تبنى حول عقدة رئيسية للفيلم، بل مجموعة من المواقف التي تواجه الأسرة، تتخللها، رحلة في ذاكرة الجد إلى أيام الثورة الجزائرية، ليرحل بنا المخرج عبر مشاهد اشتباكات بين المجاهدين والمستعمر، رغم أنها لم تكن مقنعة بما يكفي في تصوير القتال، ربما لغياب الوسائل التقنية المكلفة، لتقديم مثل هذه المشاهد. الفيلم ربما يكون قد أسهب في الحوارات التي تذهب غالبا في اتجاه واحد، تتحدث عن الوطنية، والصراع القائم بين الشخصيات، حبكته كانت ضعيفة، ما جعلته يتحول أحيانا إلى عرض وتمثيل من أجل التمثيل، والحوار المبتذل، الذي أنتج شخصيات نمطية قد تليق في المسرح لا التلفزيون والمسرع...