حذر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز من العواقب الوخيمة ل"أي تراخ أو تردد في مواجهة غطرسة الاحتلال المغربي من قبل منظمة الأممالمتحدة" مؤكدا أن "ذلك لن يمثل فقط سابقة خطيرة في تاريخ المنظمة ومسوؤليتها في تصفية الاستعمار ومساسا صريحا بصلاحيات مجلس الأمن الدولي بل سيمثل مساهمة مباشرة في زرع فتيل الحروب وعدم الاستقرار في منطقة مضطربة أصلا". وفي رسالة بعث بها امس الخميس الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حذر الرئيس الصحراوي من أن "غياب الضغوط الحقيقية والمباشرة على دولة الاحتلال المغربي من لدن المجتمع الدولي إزاء هذا التوجه المتعنت والمستهتر وخاصة عدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي لخطوات ملموسة تجاه عودة بعثة المينورسو إلى عملها وتنفيذ مأموريتها في تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي سيكون بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للمملكة المغربية للشروع في عدوان عسكري جديد على الشعب الصحراوي". وقال في هذا السياق أن "الشعب الصحراوي المضطهد والمحروم من حقوقه المغتصبة على مدار 40 عاما سيجد نفسه مضطرا مرة أخرى للدفاع عنها بكل الطرق المشروعة بما فيها الكفاح المسلح الذي شرعته الأممالمتحدة للشعوب المستعمرة". و اضاف الرئيس الصحراوي أن المغرب "يوجه رسالة احتقار جديدة للمجتمع الدولي من خلال منع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس من دخول منطقة عملياته الصحراء الغربية ومصادرة قرار مجلس الأمن الدولي حول مأمورية بعثة الأممالمتحدة المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو) من خلال طردها من المنطقة". وذكر ان "دولة الاحتلال المغربي شكلت تهديدا مستمرا للأمن والاستقرار في المنطقة. ولكنها أيضا واصلت سياسة تعنت خطيرة قائمة على الاستخفاف والاستهتار بقرارات الشرعية الدولية بدأتها برفض الانصياع لمطالب الأممالمتحدة الصريحة بإنهاء حالة الاحتلال اللاشرعي للصحراء الغربية منذ 1975". و جدد الرئيس محمد عبد العزيز , الأمين العام لجبهة البوليساريو, "الإرادة الصادقة في التوصل إلى حل ديمقراطي عادل يتمكن من خلاله الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير". وأضاف في هذا السياق ان "الحل الديمقراطي العادل الذي لا يمكن أن يتم إلا بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال انطلاقا من ميثاق وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة". وجدد مطالبته المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغط على دولة الاحتلال "للتعجيل بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة افريقية". من جهة اخرى دعا الى ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية ورفع الحصار المفروض على الأراضي الصحراوية المحتلة وإزالة جدار الاحتلال الفاصل ووقف النهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية. كما دعا محمد عبد العزيز إلى "وقف الممارسات المغربية القمعية الوحشية في حق المدنيين الصحراويين العزل و إيجاد آلية لتمكين بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها". و لا يزال الشعب الصحراوي يناضل من أجل تقرير مصيره و استرجاع أراضيه المحتلة. وتعد الصحراء الغربية -المدرجة في قائمة الأراضي غير المستقلة منذ سنة 1966 و هو ما يجعلها مؤهلة لأن تطبق عليها اللائحة 1514 للجمعية العامة الأممية المتضمنة لإعلان منح الإستقلال للدول و الشعوب المستعمرة- آخر مستعمرة في إفريقيا وهي محتلة من قبل المغرب منذ 1975 بدعم من فرنسا.