العيش على حافة القبور.. هي فلسفة الفيلم الروائي الطويل “إلى آخر الزمان” للمخرجة الجزائرية “ياسمين شويخ”، حيث تتشكل قصص وأحداث تراوحت بين الحب، الأمل، الخيبة والحلم… في الفضاء القليل الذي لم تملؤه القبور بعد. أحداث الفيلم تقع في قرية بولقبور، الولي الصالح الذي وهب هذه الأرض لدفن الموتى وخدمتهم لأخر مرة قبل مغادرة هذه الدنيا، هناك الأحياء نذروا حياتهم لخدمة من فارقهم.. خلال موسم الزيارة لحضور ‘وعدة بولقبور' تجد الجوهر (جميلة عراس) نفسها عالقة هناك، لتبدأ الحقائق المتعلقة بأختها الراحلة في التجلي، وفي خضم كل هذا تتعرف هذه الأرملة التي تجاوزت السبعين من عمرها على “علي” حفار القبور الشخصية التي ورغم تقدمها في السن، وأثار العمر عليها استطاع عبرها الممثل القدير جيلالي بوجمعة أن يجسد فيها روح الطفل التي تلازم الانسان مهما كبر، ففي أدائه الصامت والقليل الكلام، استطاع علي أن يحب في هذا المكان. وخلال ما جمع علي والجوهر، وشخصية الإمام (محمد بن بكريتي) التي كانت بمثابة العنصر الذي تحركت حوله الشخصيات الأخرىن تطورت بالموازاة أحداث وقصص جانبية حركتها الشخصيات الأخرى رسمت في الأخير رسالة أمل وتشبت بالحياة، قلبت القرية والمزار رأسا على عقب. العمل الروائي الأول للمخرجة “ياسمين شويخ” تميز بالعمق في التناول، وبعده الفلسفي والفكري.. استطاع الممثلون لخبرتهم من تجسيده باحترافية بأدائهم المقنع، وإضافة إلى الكاستينغ الموفق جدا كانت الحوارات مدروسة جدا غير مبتذلة، صبت في صالح الحبكة… وإضافة إلى بوجمعة جيلالي وجميلة عراس، شارك في التمثيل كل محمد بن بكريتي، محمد تيكيرات، أمال نوال ومهدي مولاي.. و استفاد “إلى آخر الزمان”, وهو فيلم من انتاج مشترك بين “ماكينغ أوف فيلم” و المركز الجزائري لتطوير السينما من تمويل جزئي عبر صندوق تطوير الفن و التقنية و الصناعة السينمائية. وفي رصيد المخرجة ياسمين شويخ فيلمين قصيرين “الباب” (2006) و”الجن” (2010) و كذا سلسلة تلفزيونية بثت سنة 2015 من طرف التلفزيون الجزائري.