l الجزائريون يحجون إلى الأسواق التضامنية.. إقبال منقطع النظير منذ بداية رمضان سوق لنستهلك جزائري أو السوق التضامنية، أضحى مقصد الجزائريين المفضل للتسوق طيلة شهر رمضان، وذلك لتوفر المنتجات المحلية بأسعار معقولة، ورغم أن هذه السوق من المفترض أن تروج للمنتجات المحلية فقط فقد سجلنا تسويق مواد مستوردة على غرار الأجبان والعجائن. وحسب ما رصدته ”الفجر” خلال الجولة التي قادتنا في السوق، فهناك تسويق منتجات ومواد مستوردة على غرار الأجبان ”جبن الغريار” و”الجبن الأحمر” مستورد من هولندا والعجائن ”نوع مستورد من إيطاليا” وبالعلامة التي تبين الشركة المستوردة في الجزائر، رغم أن هذه السوق مخصصة للمنتوجات الوطنية أو المحلية الصنع. ويعرف السوق التضامني إقبالا معتبرا من قبل المواطنين، الذين قدموا راجلين أو على متن سياراتهم لاقتناء ما يمكن تحميله من المواد الغذائية، نظرا للأسعار المعقولة وتنوع المنتجات التي لم تقتصر على الغذائية، بل تعدتها إلى الخضر والفواكه واللحوم ومواد التنظيف والغسيل والعسل وحتى كريمات التجميل. وتعد العجائن ومشروبات الفواكه، البيض والحليب والفرينة أكثر المواد التي اصطف أمامها المواطنون في طوابير طويلة، الخضر والفواكه معروضة هي الأخرى بأسعار جد معقولة، فالبطاطا لا تتعدى 40 دج، الباذنجان 60 دج، المشمش ب 60 دج، التمور معروضة ب 400 دج للكيلوغرام، التين المجفف بسعر 600 دج للكيلوغرام. أحد منتجي العجائن قام بإطلاق عرض يتمثل في اقتناء 4 أكياس من منتوجه ليحوز الزبون على الخامس مجانا بسعر 45 دج للكيس، نفس الشيء بالنسبة لزبدة المارغرين التي تسوق بسعر 230 دج للعلبتين والثالثة مجانا، مشتقات الحليب من أجبان وقشدة ورايب ولبن معروضة هي الأخرى بعلامات وأذواق مختلفة، إذ بلغ سعر جبن الغريار 890 دج للكيلوغرام، صفيحة البيض ب 250 دج، العصائر بين 200 دج و250 دج لثلاث علب، الديول ب 70 دج للكيس، وفي عرض خاص 3 أكياس للديول ب200 دج، أما اللحم فقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم المحلي 1230 دج. وعند تقربنا من أحد الباعة بالسوق لرصد مدى إقبال الجزائريين بعد مرور يومين على حلول الشهر الكريم، أكد لنا أن تموين الأجنحة المعروضة بالسوق يتم منذ الصبيحة لتنفد كل المؤونة في المساء، فما إن تدق الساعة السادسة مساء حتى تكون كل رفوف المحلات العارضة فارغة نظرا للإقبال الكبير على المنتجات، والسر هو أن تسويق المنتجات في السوق التضامني يتم بسعر الجملة ”المصنع” دون وسيط، ما يخفف وطأة ارتفاع الأسعار ويسهم في كسر شوكة المضاربين. وتطمح سوق التضامن إلى تحسين القدرة الشرائية للمستهلك من خلال اقتراح منتوجات جزائرية مئة بالمئة بأسعار معقولة ومستقرة. وأكد العديد من المستهلكين أن أسعار المواد الغذائية معقولة ومستقرة، فبعضهم يتردد على السوق يوميا لاقتناء ما يحتاجه، أما الذين يقطنون ببلديات بعيدة فيفضلون عطلة نهاية الأسبوع للتبضع. للتذكير تندرج هذه الأسواق التضامنية في إطار تشجيع المنتوج الوطني وتعزيز مكانته للوصول إلى اقتصاد منتج يكون بديلا للاقتصاد الذي يعتمد على المحروقات، مع إرساء ثقافة استهلاك المنتوج المحلي لدى المستهلك الجزائري.