محمد السادس يرفض الاستجابة لمطالب الشعب بالتخلي عن بعض سلطاته رفض العاهل المغربي محمد السادس أول أمس الإذعان لمطالب آلاف المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع وطالبوه بضرورة التخلي عن بعض سلطاته لحكومة جديدة منتخبة. وأوضح الملك المغربي لدى ترأسه مراسيم تعيين أعضاء في المجلس الاقتصادي والاجتماعي المغربي أنه سيستمر في الإصلاحات التي بدأها منذ توليه الحكم كما قال، رافضا تطبيق ما أسماه "الديماغوجية والارتجال" على النموذج المغربي الذي أكد أنه ديمقراطي ومتميز. ويأتي ذلك في وقت أكد فيه وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي أن المظاهرات التي خرجت للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص تم العثور على جثثهم متفحمة في مصرف هاجمه محتجون يوم الأحد الماضي، كما أدت أعمال الشغب إلى جرح 128 شخصا منهم، بينهم 115 عنصرا من قوات الأمن أصيبوا بجروح أثناء اضطرابات وقعت في عدد من المدن بينها الحسيمة والعرش ومراكش، وأعلن من جهة أخرى توقيف 120 شخصا إضافة إلى قاصرين لم يحدّد عددهم، ونسب الشرقاوي أعمال العنف في عدد من المدن إلى "مثيري شغب". وكانت مجموعة على موقع فيسبوك تطلق على نفسها اسم "حركة 20 فبراير من أجل التغيير" اجتذبت الآلاف الذين خرجوا في احتجاجات يوم الأحد الماضي في مختلف أنحاء المغرب للمطالبة بدستور جديد وحل البرلمان والحد من سلطات الملك وكذلك لتحقيق مطالب اجتماعية، وشملت التظاهرات 53 منطقة في المغرب وبلغ عدد المشاركين فيها حسب بعض المصادر 37 ألف مشارك. وكانت الشرطة المغربية فرقت بالقوة مساء الاثنين الماضي أيضا مجموعة صغيرة من المتظاهرين كانوا يريدون تنظيم اعتصام في الرباط، حسب ما أفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية، كما تجمع حوالي 50 شخصا بينهم شبان، في وسط العاصمة المغربية لتنظيم اعتصام غداة مظاهرات جرت في عدد من المدن المغربية مطالبة بإجراء إصلاحات سياسية، ودعا بعض الذين دعوا إلى التظاهر وهو أسامة خليفي إلى اعتصام يومي لمواصلة التحرك، ولكن الشرطة تدخلت بقوة مساء الاثنين الماضي لتفريق المتظاهرين الذين أكد بعضهم أنه تعرض للضرب، وذلك في وقت لم تتدخل الشرطة بشكل علني خلال تظاهرات الأحد ما جعل المتظاهرين يتحركون بدون عوائق.