أبرز نور الدين يزيد زرهوني نائب الوزير الأول، أمس نجاح وزارة الداخلية خلال الفترة السابقة في عصرنة الإدارة واستعادة مصداقيتها وتقريبها من المواطنين، بجانب تحسين مستوى المنتخبين وعموم الكوادر، بينما تعهّد دحو ولد قابلية الوزير الجديد للداخلية والجماعات المحلية بتجسيد رهان الاستمرارية لإحراز نجاحات أكبر مستقبلا. وبمناسبة مراسيم تسليم المهام بين زرهوني وولد قابلية بقصر الحكومة، قال زرهوني في كلمته، إنّه سعى منذ توليه شؤون الداخلية قبل إحدى عشرة سنة، إلى إعادة المصداقية للإدارة، لذا حضّ مستخدمي القطاع على العمل بشفافية وتفتح وعدم مُجانبة الأولويات، ما ساعد مصالحه – يضيف زرهوني – على إيجاد الكثير من الحلول لمشكلات المواطنين، ما أضفى قدرا من الانسجام والإنصاف بعد اشتراك الولايات في مسعى التنمية المحلية. وبنبرة بدت عليها علامات السعادة والتأثر، أعرب زرهوني عن افتخاره بإعادة الثقة والاستقرار اللازمين للوظيفة العمومية، مثمنا ما أنجز على صعيد ضمانات النزاهة والشفافية في مختلف المواعيد الانتخابية المنقضية. وأعلن زرهوني أنّ خطة عصرنة الإدارة سمحت بتوظيف 6700 كادر تقني وإداري بين سنتي 2007 و2008، فضلا عن تحسين المهارات والكفاءات عن طريق أنظمة تكوينية مست 4280 كادر سامي بين رؤساء وأمناء بلديات، ورؤساء دوائر ومفتشين، وهو حراك أفضى حسب نائب الوزير الأول إلى تحسن ملحوظ في تسيير البلديات والارتقاء بمستوى المنتخبين المحليين والموظفين. في سياق متصل، نوّه زرهوني بما عرفته المرحلة السابقة من تكثيف إنجازات هياكل الأمن الوطني والنهوض بوسائل الشرطة التقنية والعلمية على أصعدة محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وصدّ التخريب، ناهيك عن مواجهة الاتجار بالمخدرات وجنوح الشباب، وتوقف زرهوني عند ما شهده سلك الحماية المدنية في مجال الوقاية، وإنجاز خريطة المخاطر الزلزالية، وتحيين خريطة “جغرافية المخاطر الزلزالية” لكل ولاية وبلدية، إضافة إلى قاعدة معطيات خاصة بالفيضانات في الجزائر. وانتهى زرهوني إلى شروع الداخلية قبل شهرين في إنجاز بطاقة الهوية وكذا جواز السفر البيومتريين، ورقمنة السجل الوطني للحالة المدنية، والرقم التعريفي الوطني، على درب تشكيل إدارة الكترونية فعّالة، بما مثل ارتياحا بالنسبة لزرهوني بعد 50 سنة من اندراجه في الخدمة العمومية. وفي نطاق تعرضه إلى ما اكتنف المسيرة منذ سنة 1999، ألّح وزير الداخلية السابق على أنّ حالة الطوارئ لم تمس بالحريات الفردية والجماعية، مستغلا الفرصة للترحم على كوادر الأمن والإدارة العمومية وخصّ منهم الراحل علي تونسي المدير العام السابق للأمن الوطني. ولد قابلية يلتزم بالسير على خطى زرهوني من جهته، التزم دحو ولد قابلية بالسير على منوال زرهوني، مستعيدا باعتزاز تعاونه مع رفيق دربه أيام الثورة التحريرية بين سنتي 1958 و1962، وتجديده ذاك التعاون منذ العام 2001، ومكابدتهما سويا ظروفا صعبة على غرار ما انتاب الوضع الأمني مطلع القرن الحالي، أحداث منطقة القبائل، فيضانات باب الوادي، زلزال بومرداس، ومقاربة ملفات ثقيلة كقانون البلدية والولاية، قانون الوظيف العمومي وكذا مواعيد انتخابية كالاقتراعين الرئاسيين وكذا الانتخابات البرلمانية والمحلية، وهي استحقاقات جرى إنجاحها بفعالية، على حد قوله. وشدّد ولد قابلية على نيته وضع خارطة طريق تحسبا للمرحلة القادمة، معتبرا الداخلية وزارة محورية لتجسيد كل أهداف البرنامج الرئاسي.