أشياء كثيرة تحدث في البلاد ورغم ذلك لم تحرك في التشكيلات السياسية ولو شعرة ، احداث كان يتعين على هذه التشكيلات الخوض فيها بما أنها تمارس السياسة ولها نواب في البرلمان ومنتخبين وحتى وزراء في الحكومة، إلا أن هذه البوتيكات التي تسمى أحزابا مثل القرود الثلاثة لا سمع ولا كلام ولا نظر، فأصبح المواطن وحده يتحرك في كل اتجاه بينما الأحزاب تترقب الأحداث من بعيد مثل النسوة اللائي يتلصصن من شقوق الأبواب والنوافذ على ما يحدث في الشارع، الغريب أن هذه التشكيلات لها شجاعة تقابل بها الناس في المواعيد الانتخابية والأكثر من هذا تقدم الوعود التي لم ولن تتحقق، و عودوا للوراء قليلا ولأرشيف الجرائد والموقع الالكترونية و القنوات التلفزيونية لتعيدوا سماع ضجيج المنتخبين ورؤساء الأحزاب وهم يعِدون الناس بأنهار من خمر ولبن وعسل مصفى أما اليوم فكأن على رؤوس الجميع الطير، وأعجب العجب في أحزاب سياسية لا تمارس السياسة وربما صارت مثلها مثل عامة الناس تقول – خاطيني البولتيك – وحتى تلك الاحزاب التي تتحرك لم تخرج عن بعض المبادرات التي تنقلب عليها أمام أول رد فعل. هذا هو الإفلاس الذي وصلت اليه هذه التشكيلات والنهاية الحتمية بعدما لم يعد ثمة ما تقدمه للناس حتى وقفة تضامن من شأنها ان تكسبها بعض النقاط لمواعيد قادمة، ولكن للأسف وصلنا لمرحلة أحزاب لا تمارس السياسة، فالأصل في هذه التشكيلات هو التجارة وليس غير التجارة .