هل يمكن التعويل على أحزابنا السياسية في صناعة الحدث والتغيير الذي ترفع لواءه في كل مرة ..؟ للأسف طبقتنا السياسية لم يعد لها تاثير على الساحة الوطنية، وتنتظر أن تتحرك الأمور كي تتحرك هي في فلكها، بينما كان من الواجب أن تبادر هي بتحريك الأمور، ولا تنتظر التحرك الفوقي، فمنذ الإعلان عن النتائج الرسمية لانتخابات أفريل 2009 والأمور السياسية في البلاد دخلت مرحلة من الركود والصمت الذي لم يستطع أحد تفسيره، أو حتى الشخصيات الحزبية التي تدعي قربها من السلطة بقيت عاجزة عن إيجاد بوصلة توضح لها الأمور فلويزة حنون زعيمة حزب العمال في إحدى ندواتها الصحفية وصفت الصمت المخيم على البلاد ب"الثقيل"، مضيفة أنه يخيفها، لكنها لم تعط أسبابا لهذا الصمت السياسي المخيم، ولا حتى حاولت كسره إذا ما استثنينا احتفالات الحزب بذكرى ميلاده، وكذلك الأمر بالنسبة لعمارة بن يونس الذي ساهم في تنشيط الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي قال أن هذا الصمت مقلق، وصرح أنه يجهل قضية اعتماد حزبه إلا من خلال تصريحات الصحف، وإن كان رئيس حزب يجهل ما وصلت إليه الأمور في قضية اعتماد حزبه، لدى الداخلية إلا من خلال ما أوردته وسائل الاعلام ، فالأمر فعلا مقلق، ويثير أكثر من سؤال. لعل السؤال الكبير هو ما دور هذه الأحزاب السياسية، وماذا يمكن أن تقدمه للوطن والشعب ما دامت هي نفسها لا تعرف ما يدور بداخلها أو حولها ولا تتحرك إلا إذا حركتها رياح السلطة التي سكنت خلال هذا الصيف ؟ ، ورغم أن كلاما ظهر في وسائل الإعلام وأكده رئيس حزب العدالة والتنمية غير المعتمد محمد السعيد في بيان له بخصوص إمكانية قبول اعتماد أحزاب جديدة منها حزب محمد السعيد وعمارة بن يونس، إلا أن القضية مرت مرور الكرام، من طرف الطبقة السياسية والأحزاب، فمثل هذه القضية كان من الممكن لها أن تحرك النقاش وتفك الجمود الحاصل، لكن هذه البرودة التي وصلت حد التجمد لا يمكن أن نقول عنها سوى أن الأحزاب عندنا وصلت إلى مرحلة من الإفلاس تجعل الشعب يكفر بهذه الأحزاب وبالسياسة، وبغض النظر عن قضية اعتماد الأحزاب فهناك قضايا كثيرة تخص الشعب وتضرب استقراره الاجتماعي في الصميم، مثل أزمة "الحراڤة "، التي زادت على ما كانت عليه، ناهيك عن البطالة وأزمات أخرى مثل القتل العمدي الذي يتعرض له بعض المواطنين في الخارج وخاصة في فرنسا على أيدي قوات الأمن والدرك الفرنسيين، ورغم ذلك ولا بيان أو ندوة صحفية أثارت مثل هذه القضايا الحساسة لدى طبقتنا السياسية وعلى رأسها أحزاب التحالف، لتدخل طبقتنا السياسية في صمت بارد كالصقيع تحت صيف ساخن وساخن جدا .