دعا الوزير الأول الصحراوي، عبد القادر الطالب عمر المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم تجاه الجدار المغربي الذي يقسم الشعب الصحراوي وأراضيه منذ أكثر من ثلاثة عقود، وذلك في كلمة ألقاها على هامش يوم تحسيسي نظمته الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الألغام . وأضاف عبد القادر الطالب عمر "إننا لازلنا ننتظر من المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا حازما بخصوص الجدار المغربي الذي يبلغ طوله 2720 كلم ويفصل بين عائلات الشعب الصحراوي ويقسم أراضيه، والذي يعد في حد ذاته جريمة ضد الإنسانية، ما بالك إذا كان محاطا بملايين الألغام المضادة للأفراد، والتي تشكل تهديدا مستمرا على الشعب الصحراوي والثروة الحيوانية والبيئة". واغتنم المسؤول الصحراوي هذه الفرصة لدعوة المجتمع الدولي "للعمل على تحطيم جدار الذل والعار وكذا الضغط على المملكة المغربية لفتح المناطق المحتلة للمنظمات الدولية الراغبة في تنظيف أراضي الصحراء الغربية من الألغام". مؤكدا أن جبهة البوليساريو ومنذ أن انضمت إلى نداء جنيف سنة 2006 وهي تواصل مجهودات حثيثة من اجل القضاء على مخلفات الألغام المضادة للأفراد والقنابل الانشطارية، التزاما منها بتعهداتها الدولية وقناعتها انه لن يكون هناك عالم امن في ظل حقول الألغام وبقايا أسلحة فتاكة قابلة للانفجار في أي لحظة مما يهدد سلامة البشر والحيوانات والبيئة. وحمل الوزير الدولة المغربية "المسؤولية الأولى في تأخير التعاون بين شعوب دول منطقة المغرب العربي نظرا لتماديها في انتهاكاتها السافرة لحقوق الإنسان في الجزء المحتل من أراضي الجمهورية الصحراوية ومناوراتها في جولات المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة بين الطرفين في محاولة للتملص من التزاماتها، معرقلة بذلك إجراء استفتاء حر ونزيه، بالإضافة إلى خلقها لأجواء التوتر من جديد". وسجل المسؤول الصحراوي ارتياح الحكومة الصحراوية لتنظيف مساحات شاسعة من الأراضي المحررة وتفجير الألغام المضادة للأفراد والمتفجرات من مخلفات العدوان المغربي وذلك بفضل عمل منظمة "العمل ضد العنف المسلح" "لاند ماين أكشن" سابقا، وبحضور ملاحظين دوليين والصحافة، مؤكد التزام الدولة الصحراوية برعاية الضحايا والاستمرار في توفير ما تسمح به الظروف من اجل العيش الكريم والتكفل بهم، مع تشجيع المبادرات الرامية إلى تحسين قدراتهم المهنية قصد تقوية استقلاليتهم الذاتية. وفي هذا الصدد، اشار الوزير الأول الى "إن الشعب الصحراوي ممتن لكل الذين يكافحون إلى جانبه من اجل الحرية والاستقلال ويؤكد لهم تشبثه الراسخ بحقه في تقرير المصير والانعتاق تماشيا مع مقتضيات الشرعية الدولية.