أقدمت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والحكومة الصحراوية، أمس على تدمير المخزون الرابع للألغام المضادة للأفراد بمنطقة تفاريتي المحررة، وتضمنت العملية تدمير 1506 ألغام ليصل مجموع الألغام المدمرة منذ سنة 2006 تاريخ الشروع في التخلص من مخزون الألغام أكثر من 12 ألف لغم. وأوضح وزير الدفاع الصحراوي محمد لمين ولد البوهالي في كلمة ألقاها بالمناسبة بمنطقة تفاريتي المحررة بحضور رئيس الجمهورية العربية الصحراوية محمد عبد العزيز وممثلو المنظمات الدولية ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية أن هذه الخطوة تأتي كتعبير حقيقي وصادق لوفاء جبهة البوليزاريو بالتزاماتها التي وقعت عليها في اطار نداء جنيف سنة 2005، كما تشكل دعما للمجهودات الحثيثة للمجتمع الدولي للتخلص من الألغام المضادة للأفراد والقنابل العنقودية. وأعرب الوزير الصحراوي عن انشغاله باستمرار تعنت النظام المغربي وعدم انضمامه إلى الاتفاقيات الدولية الرامية إلى تخليص البشرية من آلام هذا السلاح الفتاك والاحتفاظ بجدار الذل والعار، بل والقيام بصيانته وتدعيم تحصيناته في تحد صارخ لإرادة المجتمع الدولي، داعيا هذا الأخير إلى إبداء حسن نواياه إزاء ما يزعم من تطهير المناطق المزروعة بالألغام والبرهنة على صدقها بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية الرامية إلى حظر الألغام المضادة للأفراد والقنابل العنقودية وفتح الإقليم أمام المنظمات المعنية بمجال مكافحة الألغام وتفكيك جدار العار. وأشار ولد البوهالي إلى خطورة المنطقة العازلة المحاذية للجدار وما تمثله من خطر دائم يتهدد الإنسان والحيوان حيث انها لم تكن مشمولة ضمن عمليات الرصد والاستطلاع والتطهير التي تقوم بها منظمة «لاند ماين اكشن» وهذا بسبب تعنت المغربي. وحسب الأرقام التي قدمها ممثل المنظمة بعين المكان، فقد شملت عملية تطهير الأراضي الصحراوية الملغمة 136 منطقة، 57 منطقة بتفاريتي و79 منطقة بأمهيريز لتتجاوز المنطقة المطهرة بتاريخ 26 فيفري 2011 15 مليون متر مربع، تم خلالها التخلص من أزيد من 10 آلاف من القنابل العنقودية، وأكثر من 2000 من الذخائر غير المتفجرة، على أن تشرع فرق المنظمة اليوم في تطهير منطقة بئر لحلو للتخلص من الذخائر غير المتفجرة، ثم تنتقل بعدها إلى القطاع الجنوبي للأراضي الصحراوية المحررة. وأوضح ممثل المنظمة أن جهود المنظمة ستنصب على التركيز على تطهير حقول الألغام ال 38 التي تم رصدها. ولا تزال القنابل العنقودية والألغام المضادة للأفراد، تودي بحياة الكثير من سكان المناطق الصحراوية المحررة وسط صمت النظام المغربي وتجاهله لنداءات السلطات الصحراوية المطالبة بخرائط الألغام لتحديد أماكنها لدرء الخطر عن السكان الصحراويين. وفي هذا السياق، أبرز الأمين العام للجمعية الصحراوية لضحايا الألغام عزيز حيدر، في ذات المناسبة أن مخاطر الألغام والمتفجرات لا تهدد حياة وأرواح المواطنين فحسب، بل لها تأثيرها على كافة أصعدة الحياة. وطالب حيدر المنتظم الدولي والهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخل والضغط على المغرب من أجل نزع الألغام المتواجدة بالصحراء الغربية، وإنهاء مأساة كافة الضحايا والتكفل بالذين يقعون في الأراضي الخاضعة للاحتلال المغربي، كما ألح على هذه المنظمات لتقديم مساعدة لضحايا الألغام من الصحراويين والتخفيف عن معاناتهم ومؤازراتهم في هذه الظروف العصيبة. وتبقى الطفلة مونا الحافظ صاحبة الأربع سنوات، أكبر دليل -كما قال- على بشاعة هذا التلوث وخطورته، حيث راحت ضحية قنبلة عنقودية يوم 2 فيفري المنصرم في منطقة العوج، لا تزال مخلفاتها ماثلة في جسمها.