أكد وزير الدفاع الوطني الصحراوي محمد لمين البوهالي أمس بتيفاريتي المحررة بمناسبة تدمير المخزون الرابع من الألغام المضادة للأفراد أن هذه الخطوة تأتي تعبيرا صادقا لوفاء جبهة البوليساريو بالتزاماتها التي وقعت عليها في إطار نداء جنيف سنة 2005 وتشكل دعما للمجهودات الحثيثة للمجتمع الدولي للتخلص من الألغام المضادة للأفراد والقنابل. وأعرب وزير الدفاع الصحراوي عن فخره بهذا الحدث وما ينطوي عليه من معاني إنسانية نبيلة وأبدى من جهة أخرى انشغاله العميق باستمرار تعنت المغرب وعدم انضمامه إلى الاتفاقيات الدولية الرامية إلى تخليص البشرية من ألام هذا السلاح الفتاك والاحتفاظ بجدار الذل والعار بل والقيام بصيانته وتدعيم تحصيناته في تحد صارخ لإرادة المجتمع الدولي. وقال الوزير أن مزاعم الجيش المغربي على انه يقوم بإزالة الألغام والتخلص من الذخائر غير المتفجرة يبقى أمرا غير جدي وخارج نطاق التطهير لأسباب إنسانية، وأضاف ''إذا كان النظام المغربي جادا في ذلك عليه أن يبرهن للعالم عن صدق نواياه'' بتوقيع الاتفاقيات الدولية الرامية إلى حظر الألغام وتفكيك جدار العار الذي يعيق أمال الصحراويين عن ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم، مشيرا إلى أن المنطقة العازلة المحاذية للجدار تمثل خطرا دائما يهدد الإنسان والطبيعة، حيث انها لن تكن مشمولة بعمليات الرصد والاستطلاع والتطهير التي تقوم بها منظمة ''لاندماين اكشن''. من جانبه كشف مدير برنامج مكافحة الألغام بالصحراء الغربية أحمد سيد علي أمس أن منظمة ''لاندماين أكشن'' الدولية المتخصصة في نزع الألغام، قامت بتطهير 136 منطقة، ليعلن عن تطهير 57 منطقة بتيفاريتي و79 بأمهيريز، وقد انتهت الفرق العاملة يوم السبت المنصرم من العملية في الأودية الشمالية.وأشرف رئيس الجمهورية الصحراوية محمد عبد العزيز أمس على العملية الرابعة لتفجير الألغام بتيفاريتي المقدرة ب1506 لغم مضاد للأفراد، وحسب مدير برنامج مكافحة الألغام فإن الفرق انهت عملها بمنطقتي تيفاريتي وأمهيريز وأن مساحة المنطقة المطهرة تجاوزت 15 مليون متر مربع تم خلالها التخلص من أزيد من 2000 لغم غير متفجرة، وأضاف أن الفرق العاملة ستنتقل إلى منطقة بئر لحلو لتباشر التطهير والتخلص من أزيد من 2000 لغم غير متفجر لينتقل بعدها إلى القطاع الجنوبي، وأضاف أنه بعد الانتهاء من تطهير القنابل العنقودية ستصب المنظمة جهودها للتركيز على تطهير حقول الألغام ال38 التي تم رصدها. وقال المتحدث أن المنظمة ملتزمة بتطوير مؤهلات طاقمها المحلي المتكون اليوم من 69 موظفا موزعين على ثلاث فرق لتطهير مسارح المعارك وفريق متخصص في التخلص من الذخائر غير المتفجرة بالإضافة إلى طاقم عملياتي وإداري ولوجيستيكي وكل المشغلين تلقوا تدريبات تأهيلية طبقا للمعايير الدولية، كما أن كل الموظفين تلقوا تدريبات في مجال الإسعافات الأولوية والإسعافات المتقدمة. وأعرب المصدر عن أمله في أن تكون كل المجهودات التي تقوم أطقم المنظمة مساهمة في جعل الصحراء الغربية أكثر أمنا لأهلها وللموظفين الدوليين لبعثة الأممالمتحدة وللزوار من مختلف أنحاء العالم، وأوضح أن المنظمة ممتنة لجبهة البوليساريو على دعمها وتعاونها المميزين منذ أن بدأ برنامجها هذا سنة ,2006 إذ أنه بفضل هذا الدعم استطاعت المنظمة القيام بواجبها تجاه المجتمع الصحراوي والتزاماتها التعاقدية مع المانحين منذ انتهاء الاستطلاع في 2008 في الأراضي المحررة الصحراوية الذي يستثني المنطقة العازلة المحاذية للجدار. وذكر مدير برنامج مكافحة الألغام بالصحراء الغربية أحمد سيد علي أن هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق لولا دعم مركز تنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام التابعة للأمم المتحدة ومكتب الأممالمتحدة لخدمة المشاريع بالإضافة إلى وزارة الخارجية النرويجية. مبعوثة ''المساء'' إلى تيفاريتي المحررة: دليلة مالك