سيتم يوم السبت 26 ماي الجاري تكريم الشاعر مفدي زكريا بمكتبة معهد العالم العربي وسيتضمن البرنامج كلمة الافتتاح، الطيب ولد العروسي مكلف بمهمة بمكتبة معهد العالم العربي والعديد من المداخلات للأستاذ والروائي الدكتور واسيني الأعرج: حياة ومؤلفات الشاعر مفدي زكريا ومداخلة الأستاذ والباحث والدكتور فؤاد العروسي: مفدي زكريا صورة صادقة عن المغرب العرب. وسيشارك الأستاذ والباحث محمد يعقوب بمداخلة بعنوان: البعد العربي والفلسطيني في شعر مفدي زكريا. وسيفتح باب للنقاش مع الحضور من تنشيط الأستاذ سليمان تونسي، بالمكتبة الوطنية الفرنسية وفي المساء تنتظم قراءة شعرية ممسرحة لمحمد سيف وليلى مساية رفقة العازف الموسيقي رضوان ريفاق. يذكر أن مفدي زكريا شاعر جزائري اشتهر بكونه اكثر من تغنّى بثورة التحرير في بلاده حتى لُقِّب بشاعر الثورة. خلَّد بطولات الشعب الجزائري وشجاعته وتصميمه على التحرُّر بقصائد شهيرة مثل "الذبيح الصَّاعد" التي صور فيها اللحظات المؤثِّرة لإعدام الشهيد أحمد زبانة بالمقصلة، والنشيد الوطني "قسما". ولد الشاعر مفدي زكريا سنة 1908 ببني يزقن بالجنوب الجزائري، حيث تعلم مبادئ اللغة العربية وحف القرآن قبل أن يلتحق بوالده الذي كان تاجرا في عنابه ويواصل دراسته، ومن هنا انطلق إلى تونس وانتسب إلى مجموعة من مؤسساتها التعليمية ومن ضمنها جامع الزيتونة الذائع الصيت. كما تعرف على مجموعة من الطلبة الجزائريين مثله التقاهم بعد عدة سنوات في الجزائر كمناضلين في الحركة الوطنية الجزائرية. لدى عودته إلى الجزائر، اندفع في عمله بنشاط كثيف: كاتبا وصحفيا ومؤرخا وشاعرا، ارتبط مبكرا بالنضال ضد الاستعمار مما دفعه إلى الالتحاق بعدة جمعيات قبل أن ينخرط بحزب شمال أفريقيا، ثم حزب الشعب، ومجموعة أخرى من الأحزاب والجمعيات المناضلة. كانت أعين المستعمر تترصده ، وقد حكم عليه بالسجن عدة مرات، وذلك بداية من سنة 1937. غادر الجزائر سنة 1959 للدفاع عن القضية الجزائرية والتعريف بها في جميع أقطار العالم العربي، تبوأ بعد الاستقلال عدة مراكز في الحكومة الجديدة، لكنه عارض بشدة انقلاب 1965، لأنه وضع حدا لحلمه، فوجد نفسه مرة أخرى مجبر على المنفى متنقلا بين المغرب وفرنسا وتونس، حيث وافته المنية سنة 1977 ودفن في مسقط رأسه بالقرب من غردايةبالجزائر. عرف مفدي زكريا بشاعر الثورة الجزائرية التي كتب فيها الكثير من القصائد الوطنية، وهو مؤلف النشيد الوطني "قسما"، وكان من المنادين الأوائل بوحدة الشعوب المغاربية والمناضلين من أجل ذلك، هذه الوحدة التي بقيت تنتظر الانبعاث حتى اليوم. انشغل هذا الوطني العربي بالقضية الفلسطينية، فتألم كثيرا لما حدث لإخوانه الفلسطينيين الذين هجروا من أرض أجدادهم.