برحيل أميرة الطرب العربي يكون الورد قد ذبل في عز الربيع ولم يترك لنا سوى الأشواك، تصدح بأغاني الراي، لقد كانت الراحل وردة الجزائرية آخر وردة في مواجهة الشوك الذي طغى على المشهد الفني منذ قرابة الثلاثة عشريات، وبعد ذبول الورد وافول الوردة ستمتد الساحة غلى مصرعيها مفتوحة " لنديك ولا طيح روح" وجوزيفين اعطيني كواعطي روح لمواليا" وغيرها من الكلمات التي لا معنى لها وان كان لها معنى فهي في غير محل المعنى، تموت الوردة، وستينع الأشواك بهامتها تطل في وسط العفن الذي يسمى فن، وستدر عليها الأموال، وسيصير كادير الجابوني بلا منازع أميرا ولا يهم إن كان شوكا او سدرا في زمن سقوط الورود وظهور الشوك، وإن كان الشوك يوجد دوما ما يعوضه فإنه مع الأسف الورد حين يسقط لا يوجد من يخلفه، لأن الأشياء الجميلة مثل الذهب نادرة، وكذلك الورد نادر ومن حوله الأشواك كثيرة، وعلى الذين عشقوا الطرب الأصيل ان يحاولوا التعايش مع الذكريات، ويتحملوا السخرية منهم لأنهم في نظر عشاق الشوك " عباد قدم" وهكذا يسدل الستار على الورد فاسحا المسرح كله للشوك، فمرحبا بالشوك الذي سيكون في الأذن والحلق معا .