تفسح تظاهرة "عيد الزهور" التي تتواصل فعاليتها بوهران المجال أمام أصحاب "اليد الخضراء " للتفنن في عرض مهارتهم في مهن البستنة التي تجلب هواة الإخضرار بمختلف شرائحهم الاجتماعية . ويؤمن هذا الموعد السنوي دخلا اضافيا للناشطين في هذا النوع من المهن الذي عرف انتعاشا في السنوات الأخيرة مما جعل أغلب المهنيين يتنافسون في تقديم أجود الخدمات في مجالات "التشذيب" و"الزبر" و"القص" وفي "قواعد رص الورود" في المزهريات وعرض أنواع من التربة والأدوية الخاصة بحماية النباتات -كما لوحظ عبر مختلف أجنحة هذا العرض. ولا يتردد العديد من البستانين في تقديم للزوار النصائح والإرشادات حول طرق العناية بالنباتات والتفريق بين النباتات المنزلية وتلك التي تنمو بالخارج. ويرى العارض حمليلي رمضان أن هناك "لغات خاصة ببيع النباتات" يخاطب بها الزبون "لاكتساب ثقته وتجعله بمرور السنين منتجا للنباتات". وبفضل الدراية الواسعة للنباتات استطاع هذا العارض الذي ينشط في المجال منذ سنة 1948 بسوق شارع "الأوراس" وسط مدينة وهران أن يكون شبكة من الزبائن الأوفياء ويستقطب في كل موعد لتظاهرة "عيد الزهور" اهتمام أصحاب المشاتل الشباب ليتعلموا عنه طرق بيع النباتات. كما تشكل هذه التظاهرة فرصة للمتربصين المختصين في علم البستنة بمركزي التكوين المهني لمسرغين وحاسي بونيف (وهران) للإطلاع على الخدمات والتزود بالمهارات الجديدة في عالم البستنة والمشتلات لتدعيم تكوينهم مما يجعلهم "أكثر كفاءة وتحكما في تقنيات هذا الاختصاص". وللإشارة فان ولاية وهران نالت في أولمبياد مهن التكوين المهني لسنة 2009 التي تنظمها وزارة القطاع سنويا الجائزة الأولى في اختصاص البستنة. ويؤكد العديد من المشاركين في "عيد الزهور"ان "كل تقنية" في البستنة "تشكل لوحدها مهنة قائمة بذاتها" وتفتح الباب أمام البطالين مشيرين أن سوق البستنة بوهران لا تزال عذراء وبإمكانها توفير العديد من المناصب مما يتطلب على الشباب الاقبال على هذا الإختصاص الذي ظل حكرا على بعض الفلاحين كانوا يعملون في المستثمرات الفلاحية وينجزون أعمال البستنة في بعض الأحيان. وقد اقتفى بعض الشباب الوهراني آثار هؤلاء الفلاحين حيث اتخذوا من المساحات المجاورة لأسواق الخضر والفواكه اليومية والأسبوعية وكذا فضاءات المساحات الخضراء للمدينة من أجل عرض منتجاتهم النباتية. وفي هذا الشأن يعتبر الشاب احميدة الذي يحلم أن يمارس هذه المهنة بأحد المشاتل التابعة لبلدية وهران أن هذه التظاهرة مناسبة تجارية تساعد الشباب الذين غالبا ما يتنقلون من منزل الى آخر لعرض خدماتهم في البستنة مبرزا أنه "من الصعب إنشاء مشتلة لأنها مكلفة" وأنه لم يجد "سوى طريقة التجوال" لتقديم خدماته باستخدام الهاتف النقال الذي يساعده على نسج علاقات وطيدة مع الزبائن.