شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، على أعضاء منظمة "الأوبيب" ضرورة اتخاذ قرارات "عقلانية وعادلة" من طرف البلدان المنتجة للنفط بغرض فرض الاستقرار في السوق النفطية لفائدة المصدرين والمستهلكين على حد سواء، وقال الرئيس في خطاب أمام قادة القمة"لا يمكنها اليوم أن تستمر في الوقوف موقف المتفرج أمام انهيار إراداتها". ذكر الرئيس بوتفليقة، في خطاب ألقاه في افتتاح الندوة الطارئة ال151 لمنظمة الاوبيب أن البلدان المنتجة "لا يمكنها اليوم أن تستمر في الوقوف موقف المتفرج أمام انهيار إراداتها" ، وقال إنه من الضرورة أن تتخذ البلدان العظمى المصنعة "إجراءات صائبة وعادلة حتى يتسنى لها تجديد العهد مع المسار الأمثل لنمو اقتصادي تطبعه الديمومة ويتقاسمه الجميع". مشددا على العزم الذي يحدو الجميع على "حماية منظمتنا ومصلحة البلدان الأعضاء فيها". وفي السياق نفسه أعتبر تعديل "العرض" في السوق "حقا مشروعا" يجب أن تستخدمه الدول المصدرة، لتدافع عن مصالحها و"تحافظ بالتالي على حظوظها في التنمية"، وعن الجزائر قال إنها بذلت مجهودات منذ ظهور أولى بوادر تقلب السوق الى استباق التطورات واللجوء الى تنظيم العرض مثلما فعلته المنظمة في ندوتها المنعقدة في شهر سبتمبر الفارط". كما اقر أن الجزائر هي من دعا إلى اجتماع طارئ للأوبيب، لتقييم حجم التداعيات على الطلب العالمي على النفط بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحدي لانهيار الأسعار". وساق رئيس المنظمة وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل التأكيد على ضرورة توحيد جهود المنظمة لمواجهة التحديات التي تفرضها ظروف الأزمة الاقتصادية العالمية. وفرض الانسجام لمواجهة التحديات التي فرضتها هذه الأزمة". وشدد خليل أن الجزائر "ستبذل كل ما في وسعها للمساهمة في تحقيق أهداف المنظمة بما يمكنها من خدمة مصالح البلدان الأعضاء"، وبرأيه فإن الهدف من هذا الاجتماع الطارئ هو "دراسة السوق البترولية وبحث الآفاق والمستجدات على المدى القصير التي يمكنها أن تغير الوضع الحالي". وختم أنه متيقن أن الاجتماع سوف "يخرج بقرارات تعزز موقع منظمة الأوبيب وتساهم في استقرار أسعار السوق النفطية التي عرفت تراجعا كبيرا بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية". وقد أعلنت السعودية عن اقتراح جريء وغير مسبوق على لسان وزيرها للنفط علي النعيمي الذي شدد على الضرورة بالنسبة لمنظمة أوبيب بأن تتوصل إلى اتفاق حول تخفيض معتبر لإنتاجها يقدر ب 2 مليون برميل يوميا من أجل استقرار السوق البترولية ووضع حد لانخفاض أسعار الخام. بينما أجمع وزراء المنظمة عن عزمهم في التوصل إلى إجماع حول تخفيض "معقول" طبقا لتصريحات عديدة حول إرادة بلدان منظمة الأوبيب التحكم في زمام الأمور بالسوق البترولية. وقد حصل إجماع حول المقترح السعودي غير المسبوق، بشأن ضرورة اتخاذ قرار بتخفيض الانتاج بمليوني برميل يوميا حسب ما صرح به أمس، من وهران وزير البترول السعودي علي النعيمي. وقال إن التقليص يكون من مجموع إنتاج المنظمة المقدر 3،27 مليون برميل يوميا وهو أهم تخفيض قررته المنظمة منذ بداية العمل بنظام الحصص سنة 1982 وآخر هذه التخفيضات كان بمقدار7،1 مليون برميل يوميا في 1999. أما روسيا التي حضرت الاجتماع، فقد أكد نائب الوزير الأول الروسي إيغور ستشين أن مجهود روسيا في تقليص إنتاجها قد يبلغ 350.000 برميل يوميا ولكنه قلل من مستوى تخفيض الإنتاج الروسي في تصريحات صحفية قبيل الجلسة المغلقة لندوة الأوبيب دون أن يحدد الحجم. وقال وزير النفط الليبي ورئيس المؤسسة الليبية للنفط شكري غانم إن ليبيا تعتبر قرار تخفيض الانتاج أمرا معقولا. وشدد محافظ اندونيسيا لدى منظمة الأوبك رحمان مايزار على ضرورة تخفيض الانتاج لإعادة توازن الأسعار في الى مستوى معقول بين 75 و 80 دولارا أمريكيا للبرميل. تأثير محدود لأوبك على الأسواق بفعل انكماش الاقتصاد العالمي يقر مسؤولو اوبك أنهم في وضع ضعيف مع انخفاض اسعار النفط الخام بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي اضعف الطلب على الطاقة في الدول الصناعية. ويتعرض عدد من الدول التي تعتمد بشكل كبير على صادراتها من النفط، خاصة نيجيريا والاكوادور وفنزويلا، لضغوط مالية بعد انخفاض سعر النفط بنسبة 70 ٪ مقارنة مع سعره قبل خمسة اشهر (147 دولار للبرميل). والمشكلة التي تواجه أوبك تكمن في خطوات خفض الامدادات لرفع الاسعار، وأن تتسبب في انخفاض الطلب بشكل اكبر لان العديد من الدول الاستهلاكية الكبرى تعاني من الركود وتحتاج الى كميات اقل من النفط. وذكر مركز دراسات الطاقة العالمية في تقريره الشهري ان "ضعف التوقعات المستقبلية للاقتصاد يعني ان الطلب العالمي على النفط سينخفض للعام الثاني على التوالي في عام 2009". واقرت اوبك بان الطلب العالمي على النفط سينكمش مع دخول الدول الصناعية في حالة من الركود. وجاء في تقرير الوكالة لشهر ديسمبر انه اذا زادت حدة الانكماش فان "انعدام التوازن المتزايد في سوق النفط خلال الفصول المقبلة سيؤدي الى فائض كبير جدا في الامدادات اذا ما تزايد الانكماش العالمي".