تشهد السوق الجزائرية للسيارات ظهور مختلف الماركات من عدة دول من العالم، منها ما هو معروف ومنها ما لا يملك المواطن الجزائري أية معلومة عنه، لذا اقتربت المستقبل من أحدى الشركات العاملة في ميدان السيارات والتي قدمت مؤخرا اقتراحا لازال قيد الدراسة لإنشاء مصنع لتركيب السيارات بالجزائر وذلك مع ماركة إيرانية دخلت السوق الجزائرية في محاولة لفرض نفسها يقول المدير العام المساعد لشركة FAMOVALE التي تتعامل مع الماركات الإيرانية في هذا الحوار. المستقبل: هل لكم أن تقدموا شركة فاموفال FAMOVALE لقرائنا؟ نايت سليمان: شركة FAMOVALE تجارية حاليا في ميدان تسويق السيارات وقطع الغيار، وتتعامل مع الشركة الإيرانية ذات النوعية العالية والرفيعة، كما تقوم FAMOVALE بتصليح الأعطاب بعد البيع على إختلافها من القطع أو الميكانيك وكذا الهيكل. تشغل شركتنا حوالي 110 عامل في مختلف الإختصاصات من قاعات العرض إلى الإدارة وتقع بالمنطقة الصناعية بوادي السمار. هل شركة FAMOVALE هي أول شركة جزائرية تتعامل مع الماركات الإيرانية؟ نعم شركة FAMOVALE هي أول شركة جزائرية تستورد وتسوق السيارات الإيرانية في الجزائر، ونحن الآن بدأنا بثلاثة أنواع بالإضافة إلى تسويق الشاحنات والحافلات. ما الذي جعلكم تستثمرون في الماركات الإيرانية التي لا يملك المواطن الجزائري أي نظرة عنها؟ الدافع الأول الذي جعلنا ندخل في إستيراد والتعامل مع الشريك الإيراني في مجال السيارات والشاحنات هي النوعية الرفعية من جميع الجوانب كالمحرك القوي والعلبة والهيكل الصلب، وقد لاحظ المواطن الجزائري ذلك بعد عرضها في المعرض الذي أقيم خلال الأسبوع الإيراني بالصنوبر البحري في الأيام الفارطة. وللعلم فإن محرك هذه السيارات ساهمت في صنعه شركة بيجو الفرنسية التي يعرفها المواطن الجزائري. متى بدأتم التعامل مع الشركات الإيرانية؟ كانت المعاملة الأولى بعد الإتفاق المبرم سنة 2007 ومنذ ذلك وشركة FAMOVALE تستورد السيارات إلى يومنا هذا . وهل صادفتكم مشاكل مع الزبائن عند بداية التسويق؟ لم نجد أي مشاكل مع الزبائن بعد عمليات البيع التي قمنا بها لحد الآن لعدة أسباب منها توفرنا على قطع الغيار الأصلية، وكذا الضمان الذي تقدمه الشركة بالإضافلة إلى المجموعة العاملة الموضوعة تحت تصرف الزبون للرد على جميع مطالبه وإستفساراته وهو أهم نقطة لدى شركتنا. كيف كان رد الجانب الإيراني على أول تجربة له في الجزائر؟ الشريك الإيراني متفائل جدا، فهو يهدف في هذه المرحلة إلى تقريب منتوجه إلى المواطن الجزائري من خلال عملية الإشهار التي نعاني منها في بداية التعامل مع هذه الماركات، هدفنا سنة 2009 يبدأ بتغيير سياسة الإشهار، والتقرب من الزبون الجزائري قدر المستطاع. وكيف وجدتم السيارة الإيرانية؟ المنتوج الإيراني يتميز بنقطتين مهمتين: النوعية الرفعية والسعر المقبول، وقد قمنا بمقارنة مع بعض الماركات الموجودة في السوق ولاحظنا أن هناك فرقا مع السيارات الإيرانية بالنقطتين المذكورتين. بعد هذه التجربة، هل الشركات الإيرانية مستعدة للدخول إلى السوق الجزائرية بقوة في مجال السيارات؟ كانت لدينا في الأيام السابقة عدة إتصالات مع الإيرانيين لإقامة شراكة لإنشاء مصنع لتركيب السيارات في الجزائر وكانت وجهات نظر متبادلة أدت إلى توافق في الآراء. إذن سوف يتجسد هذا المشروع بعد هذا التوافق؟ نعم سيتم التوقيع على إتفاق شراكة لإقامة مصنع لتركيب السيارات الإيرانية بالجزائر سنة 2009، لنعمل على توفير المناخ فيما بعد للإنطلاق في التركيب وظهور أول سيارة جزائرية إيرانية سنة 2010 في الجزائر . في أي ناحية يتم إقامة هذا المصنع؟ في الوقت الحالي نراهن على إقامة المصنع في منطقة واد السمار لتوفر العقار من جهة وموقعه من جهة أخرى . وشركة FAMOVALE تنتظر التنفيذ بعد التوقيع. من خلال حديثكم عن وجهات النظر المتقاربة لإنشاء مركب للسيارات في الجزائر نستطيع القول أن الشركات الإيرانية متحمسة للإستثمار في الجزائر وبقوة؟ الشركة الإيرانية لها تصور على المستوى البعيد باستثمارها في الجزائر،، فهي تبحث عن السوق الإفريقية والسوق المغاربية من خلال السوق الجزائرية، فهي تعتبرها بوابة الاستثمار في هذه القارة، إنه هدف الشركات الإيرانية، وتراهن من أجل ذلك على هذا الإتفاق والصفقة المنتظرة مع شركتنا FAMOVALE لتصدير منتوجها نحو إفريقيا والمغرب العربي. هل الصناعة الإيرانية في مجال السيارات أصبحت تنافس الماركات الأخرى بهذه السياسة؟ أترك المواطن الجزائري يرد على سؤالكم، لذا أدعوه إلى زيارة قاعات العرض الموجودة على مستوى 30 ولاية من الوطن لشركة FAMOVALE ويقدم لنا تحليلا ومقارنة وإستنتاجا بين السيارات الإيرانية والسيارات الموجودة في السوق وحتى الماركات العالمية المعروفة، ونحن نثق فيه. بعد ظهور بوادر إيجابية في أول تعامل مع الشركة الإيرانية هذه، هل فكرتم في توسيع النشاط والتعامل مع علامات إيرانية أخرى؟ هذا التعامل الأولي ما هو إلا بداية عهد جديد لشركة FAMOVALE ونحن الآن بصدد دراسة الوضعية للدخول في مرحلة أخرى بالتعامل مع مختلف الشركات المهتمة. في الوقت الراهن نراهن على اعطاء مصداقية للسيارات الإيرانية من خلال المواطن الذي ننتظر منه إعطاءنا ثقته. وقد بدأت هذه المصداقية من خلال توفير قطع غيار أصلية 100 ٪، ومصلحة ما بعد البيع حاضرة بطاقم ذي كفاءة عالية في الخدمة. كيف تقيمون وضعية السيارات الإيرانية في السوق منذ 2007 بداية عملية التسويق؟ في البداية وجدنا ترددا كبيرا من المواطن الجزائري على هذه الماركات لسبب واحد وهو إنعدام الإشهار ونقصه الذي جعل المنتوج بدون صدى وغير معروف، لكن بعد المشاركة في المعرض الإيراني وفتح قاعات العرض الخاصة بالسيارات الإيرانية تغيرت المعطيات و أصبح المواطن مهتما بالمنتوج وبدأت الطلبات تصل. هل أنتم راضون لحد الآن؟ نعم نحن راضون عن مبيعاتنا ولم نكن نتصور ذلك فهي على العموم فوق المتوسط. هل أبرمت شركة FAMOVALE عقودا مع شركات جزائرية أو أجنبية لاقتناء السيارات الإيرانية؟ لقد أبرمنا أول اتفاق هذه الأيام مع أصحاب سيارات الأجرة بطلبية ل100 سيارة إيرانية من نوع "SAMOUD" وهذا لنوعيتها الرفيعة وتجاوبها مع متطلبات المواطن والمحيط، والوثيقة تثبت ذلك. مع من تتعامل الشركة في ما يخص البنوك؟ وكيف؟ نتعامل مع عدة بنوك. فبالإضافة إلى البنوك الجزائرية نتعامل مع بنك البركة وبنك AGB، وغيرها، والمواطن يساهم بمبلغ 20 مليون سنتيم فما فوق والفارق يقدمه البنك كقرض. وتقوم شركة FAMOVALE بمرافقة الزبون إلى البنك لتقديم ملف القرض وأخذ الموافقة، وقد وجدنا تجاوبا كبيرا من المواطنين وخاصة الأجراء. كيف تنظرون إى سوق السيارات في الجزائر؟ إنها سوق مفتوحة، وأصبحت في فوضى نوعا ما، خاصة مع بداية منح القروض حيث أصبح المواطن يقتني سيارة لا تستجيب للمتطلبات اللازمة، وإنما يقتنيها حسب ما يملك من المساهمة الأولية التي تفرضها البنوك ويهمل بذلك عامل النوعية الرفيعة. يجب على المواطن ألا يكون هدفه إقتناء سيارة وفقط، بل إن سلامته وراحته هو الهدف المنشود، وهذا ما نجده في السيارات الإيرانية التي تسوقها شركة FAMOVALE حسب رأي أغلب زبائننا. هل السوق الجزائرية مشجعة للاستثمار في ميدان السيارات؟ إن المصنّع الأروبي لا يأتي إلى الجزائر، فمصلحتهم في تصدير منتوجهم كاملا، وهذا ما يتنافى مع أهدافنا، فنحن نسعى إلى فتح مصانع للتركيب في الجزائر لعدة إعتبارات منها القضاء على البطالة بتوفير مناصب شغل وتخفيض الأسعار، وتوفير قطع الغيار الأصلية، والمهم أيضا نقل التكنولوجيا، كل هذا يجعلنا فيما بعد نبني مستقبلا في صناعة السيارات، ونعطي ثقة للمواطن الجزائري في منتوج بلاده. فالاستيراد أصبح مخيفا ويخشاه الكل لكثرة حوادث المرور. لماذا غابت مصانع التركيب في الجزائر رغم وجود عدة وكلاء لعدة ماركات عالمية في ميدان السيارات؟ يجب تقييد الإستيراد وتشديده بشروط وقوانين للضغط على أصحاب المصانع العالمية للقدوم إلى الجزائر. فالدولة نادت للشراكة من قبل. كيف تفسرون إنشاء مصنع لتركيب السيارات لماركة فرنسية معروفة بتسويق منتوجها بالجزائر في المملكة المغربية؟ حسب رأيي الشخصي، أظن أن الدولة الجزائرية قامت بحماية الإقتصاد الوطني بفرض شروطها وعدم تقبل شروط ذلك المصنّع الفرنسي، ما جعله يغير وجهته إلى من يقبل الشروط، فنحن نرى أن الدولة حمت المواطن والوطن. فهي أب المواطن. نعود للماركات الإيرانية، هل وجدتم تخوفا من المواطن لعدم شهرتها؟ نوعية السيارات الإيرانية أحسن بكثير من غيرها. فالسيارة الإيرانية جاءت كرد على قوة الصناعة الإيرانية على الغرب. المواطن يتهم بعض الماركات بالرداءة والمتسببة بذلك في حوادث مرور كثيرة، هل توافقونه الرأي؟ نعم، هناك ماركات ذات نوعية رديئة بطبيعة الحال لكن عدة أسباب اجتمعت في حوادث المرور، منها الطرقات، والمتسبب الأول والأخير هو الإنسان، لذا نطلب من السائقين وخاصة الشباب إتباع قواعد السياقة والابتعاد عن السرعة، كما نذكر أنه وجبت الرقابة المتشددة من الدولة على استيراد السيارات لتوقيف الرداءة. هل أثرت الضريبة المفروضة على السيارات في مبيعاتكم؟ في البداية انخفضت المبيعات ولكن وجب علينا التحرك لإنعاش السوق وإستقطاب الزبائن، فقمنا بعرض امتيازات جديدة كخفض الفوائد لتنخفض أسعار السيارات من جهة وإقتسام الضريبة المفروضة مع الزبون من جهة أخرى، وبدأ الانتعاش إلى الآن. تشهد سوق السيارات في العالم كسادا كبيرا بسبب الأزمة المالية العالمية، لماذا لا تتقدمون بشروط إلى أصحاب المصانع والضغط عليهم للقدوم إلى الجزائر؟ نعم الكساد الذي تشهده المصانع يعتبر حافزا للوكلاء للضغط بشروط على المصنعين وذلك بتخفيض الأسعار أو تقديم تنازلات، وقد تقدمت شركتنا بعدة مقترحات للاستفادة من هذا الكساد لصالح الموطن الجزائري، ومنها تجهيز كل مصالح ما بعد البيع لFAMOVALE بمختلف اللوازم وبالمجان، وتوفير قطع غيار كذلك بالمجان لنفس المصلحة وغيرها وقد تكون تخفيضات في أسعار السيارات إذا طالت الأزمة العالمية بالتأكيد. هل السيارة الإيرانية دخلت إفريقيا والمغرب العربي عبر بوابة الجزائر وبالتحديد بوابة FAMOVALE؟ نحن أول متعامل في إفريقيا والمغرب العربي في مجال السيارة الإيرانية، ونحن نعمل على خلق أسواق أخرى في هذه الفضاءات من خلال المشاركة في مختلف المعارض الإفريقية والمغاربية لأخذ حصتنا منها، ولكن بعد بداية اشتغال مصنع التركيب المنتظر في عام 2010 وخروج سيارة إيرانو جزائرية إلى السوق.