وجه أمس رئيس "أكاديمية المجتمع المدني" أحمد شنة، انتقادات شديدة اللهجة إلى الكثير من الجمعيات التي قال إنها تعتمد على الاتكالية في النشاط والتمويل ولا تظهر إلا في المناسبات وتنتظر الحوافز والإعانات، حيث أوضح أن "من بين 81 ألف جمعية وطنية ومحلية لا نجد إلا عددا قليلا يعد على الأصابع ينشط في الميدان"، أما الباقي قال شنة إنه "اتكالي من حيث النشاط والتمويل ولا يظهر إلا في المناسبات" مشيرا إلى ان هذا المفهوم ترسخ في أذهان المواطنين، وهو سبب بعده ونفوره من العمل الجمعوي والتطوعي. ودعا المتحدث الجمعيات إلى ضرورة تجنب كل الولاءات السياسية، حيث يرى أن الحل يكمن في ضرورة تولي الإطارات الجامعية قيادة هذه الجمعيات، مؤكدا ضرورة إعادة النظر في المنظومة القانونية والفكرية المتعلقة بها، خاصة وأن الجزائر عرفت تحولات كبيرة تستدعي وضع ضوابط ومقاييس منها، اشتراط المؤهلات الجامعية لمن يتولى رئاستها أو تأسيسها، فالمجتمع حسب المتحدث "أصبح جديرا بمنظمات يقودها متعلمون ومثقفون". من جهة أخرى، أثنى شنة على الدور الذي تقوم به الدولة في توفير المناخ المناسب لتسهيل عمل الجمعيات، سواء من حيث الإدارة أو القوانين، بالإضافة إلى توفير حرية التعبير والممارسة الديمقراطية والتمويل، مؤكدا أن العيب ليس في الدولة، بل يجب أن يخضع رؤساء الجمعيات والمنظمات لدورات تدريبية وتكوينية متواصلة، لكي يتم توجيههم إلى آفاق العمل الأكاديمي المنظم. وأكد رئيس "أكاديمية المجتمع المدني" لحصة "في الواجهة" للقناة الوطنية الأولى، أن العمل الجمعوي يجب أن يكون دائما ومستمرا، هدفه استقطاب المواهب والموارد الشبانية، ضاربا المثل بالانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث غابت الجمعيات ولم تلعب دورها كاملا في التحسيس والتوعية والإدماج، مرجعا ذلك إلى المستوى التعليمي والتكويني لرؤسائها، مشيرا إلى أن الأكاديمية أجرت دراسة نتائجها حقائق خطيرة، منها أن أغلب الجمعيات يرأسها أشخاص بدون مؤهلات علمية، بالإضافة إلى أن الأهداف التأسيسية غير واضحة، وهو الواقع الذي يعيق حسبه إحداث شراكة حقيقية بين الدولة والجمعيات من أجل تحقيق فعالية أكبر في أوساط المجتمع. وأبدى شنة رفضه أن يتم تمويل الجمعيات من جهات أجنبية، لأنه كما أوضح "من يمول هو من يسير ويتحكم". أما عن نشاط أكاديمية المجتمع المدني فأكد شنة أنها تقوم بدورات التدريب على آليات العمل المدني وتسعى إلى إنشاء مؤسسات تكوين قادة المجتمع سنة 2009، تقوم بتدريب رؤساء الجمعيات وطنيا ومحليا. في الأخير دعا شنة إلى إعادة النظر في منظمات المجتمع المدني والتي وصفها بالتنظيمات الاجتماعية، وبالمقابل نوه بالعمل الذي تقوم به بعض الجمعيات منها "اقرأ" والكشافة الإسلامية، مضيفا بأنها لا تكفي لخلق مجتمع مدني.