احتضنت دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، أمس، ملتقى حول المرأة بين تقاليد المجتمع وتعاليم الإسلام، تعرض خلاله المتدخلون من جامعتي الجزائر وبجاية إلى حقوق المرأة ومكانتها بين تعاليم الإسلام وعادات منطقة القبائل. وقد تعرضت الدكتورة نصيرة دهنية من كلية العلوم الإسلامية من جامعة الجزائر إلى ما يسمى بالمنطقة بوثيقة "كوكو" التي هي مدونة أمضاها ممثلو منطقة ا لقبائل في 1749م الموافق ل1162 هجري، أقروا خلالها بإقصاء المرأة نهائيا من الميراث، حيث لم يتقبل رجال منطقة القبائل الكبرى أن تشاركهم المرأة في الميراث، فعقدوا اجتماعا شارك فيه نحو 80 ممثلا من بينهم أئمة، ناقشوا لساعات طويلة بأث يوسف بعين الحمام الواقعة على بعد 40 كلمترا من ولاية تيزي وزو، موضوع حق المرأة في الإرث، وقرروا بالإجماع إسقاط ذلك الحق الذي منحته الشريعة، فأصدروا مدونتهم المشهورة التي أمضاها جميع المشاركون في الاجتماع التاريخي الذي حرم المرأة بمنطقة القبائل من حقها في الإرث، والذي لا زالت العديد من القرى تحافظ على نص الوثيقة. وقد كانت الوثيقة أمس محل نقاش بدار الثقافة التي احتضنت الملتقى الذي نظمته مديرية الشؤون الدينية والأوقات، كما تعرض الدكتور جمال كركار من كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر إلى الحرف الأمازيغي في الكتابات الفرنسية والذي أبرز خلال تدخله الاهتمام العميق للاستعمار في البحث في أعراف المنطقة التي قاموا بدراستها وتدوينها، شأن "هانون" الكاتب والباحث الفرنسي الذي قضى 12 سنة بمنطقة القبائل حيث درسها بتمعن، وتطرق في جزء كبير من كتابه للمرأة وطريقة معاملتها بالمنطقة، والتي كان يعتبرها الرجل "سلعة" يشتيرها ثم يمتلكها، وزواجها في سن مبكرة وحرمانها من التعلم، لكن عن هذه المنطقة وكما أكده الدكتور كركار، تشير الدراسات الأخرى إلى أنه وفي نفس الفترة تم إحصاء 500 طفلة يخفضن المدونة. وقد كثرت الدراسات حول مكانة المرأة ومعاملة العادات لها وقساوة العرف حيث كانت المرأة مهمشة، لكن وكما أكده المتدخلون منهم الأستاذة زبير فريدة محامية لدى مجلس الدولة، فقد تمكنت المرأة من تجاوز العديد من القيود، واحدة تلوى الأخرى، فبعد تكريس حقها في التعليم أصبحت تنافس وتقاسم الرجال في عدة مناصب، وقد تطرق المتدخلون خلال ال12 محاضرة التي احتضنتها تيزي وزو أمس إحياء لليوم العالمي للمرأة، إلى حقوقها بين العادات والشريعة، وميراثها، ومساهمتها السياسية بين الشرع والعرف، كما تطرقت الأستاذة شفيقة واعيل لطبيعة المجتمع الأمازيغي وأعرافه في عهد لالة فاطمة نسومر، كما ناقشت الدكتورة ليلى حداد موضوع لباس المرأة بين التشريع الإسلامي وضغط الأعراف، ليختم اليوم الدراسي بمداخلة للأستاذة مسعودة علواش حول تكريم الإسلام للمرأة في ملتقى حول مكانة المرأة بين الشريعة والتقاليد بدار الثقافة تيزي وزو.