اكد موسى بن حمادي، المدير العام لاتصالات الجزائر، أن المؤسسة تكبدت خسائر قدرت ب 20 مليار سنتيم العام الماضي جراء سرقة الكوابل النحاسية، والأكثر من ذلك فقد اعترف بعدم تأمين تلك الخطوط لدى شركات التأمين. وذكر بن حمادي أمس أن عملية سرقة تلك الكوابل كانت لها تأثيرات سلبية على نشاط المؤسسة، خاصة وأنه لم يتم تأمينها، مشيرا الى أن ما تعرضت له السنة الماضية كان بمثابة درس "حفظه" المشرفون على المؤسسة من خلال التقدم الى شركات التأمين قصد إبرام اتفاقات في هذا المجال. وغالبا ما تعالج مصالح الأمن قضايا تتعلق بسرقة كوابل نحاسية، وبرزت في السنوات الأخيرة قضية تهريب المواد الحديدية وغير الحديدية، وكانت شركة اتصالات الجزائر أكثر المؤسسات عرضة للظاهرة بعد اكتشاف شبكات مختصة في سرقة تلك الكوابل. وفي موضوع آخر استبعد بن حمادي لجوء اتصالات الجزائر الى إجراء تخفيض في أسعار الحصول على خدمات الانترنت، وأرجع ذلك الى انعكاسات مثل هذا القرار على المتعاملين الخواص الذين يساهمون في تطوير مجال استعمال الانترنت في الجزائر، وأكد أن "الإقدام على خطوة في هذا السياق سيؤثر سلبا على أداء المتعاملين الخواص وسيحد من مشاريع تنمية القطاع". وأوضح في تصريح للإذاعة الوطنية، القناة الأولى، أمس، أولوية اتصالات الجزائر في الوقت الراهن هو ضمان خدمة الانترنت للمواطنين بسرعة تدفق كبيرة، وتأمين الشبكة. وأعلن عن مخطط لبلوغ مليون مشترك في شبكة الانترنت مع نهاية السنة، حيث لا يتعدى عدد المشتركين في الوقت الحالي 500 ألف مشترك، وتراهن اتصالات الجزائر على المدى المتوسط؛ أي بحلول 2013، على بلوغ 6 ملايين مشترك؛ أي 20 بالمئة من المشتركين. وذكر بأن الجهد سينصب كذلك حول ربط جميع البلديات بوسائل الاتصال الحديثة عبر إدخال تقنيات جديدة تسمح للمواطن باستعمال الانترنت بتدفق عالٍ، وترقية الاستهلاك اللاسلكي في 25 ولاية كمرحلة أولى بهدف تمكين المهنيين مثل الشركات والجامعات من خدمة "واي ماكس" قبل تعميمها على المواطنين. وعن "العطب في الكابل البحري" الذي حدث مؤخرا، أوضح بن حمادي أن المشكل تمت تسويته، وأن إجراءات اتخذت للحيلولة دون تكرار الحادثة من خلال إجراء مشاورات مع الهيئات المعنية، وهي حرس الشواطئ وتزويدها بكامل المعطيات المتعلقة بمكان وجود الكابل حتى يتم منع مرور البواخر من تلك المنطقة متوجهة الى ميناء عنابة. وعن برنامج القضاء عن الهوائيات المقعرة، أكد بن حمادي أن مشروع تعميم استعمال الألياف البصرية في المنازل والمؤسسات شرع في تنفيذه، غير أنه أوضح أن العملية تتطلب وقتا لتنفيذها. وعاد من جهة أخرى الى موضوع فتح رأس مال اتصالات الجزائر، مؤكدا أن العملية تم التراجع عنها، وأن الحكومة قررت دعم الشركة بكل الإمكانيات المالية الضرورية لتطوير مشاريعها.