أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أول أمس، أنه في إطار الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي تمس هياكل ومهام الدولة واقتصاد البلد، قامت مصالحها بإطلاق ورشة كبرى لعصرنة الإدارة المركزية والجماعات المحلية وذلك بالوضع التدريجي لنظام وطني للتعريف المؤمن. وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني الذي أطلقته أول أمس، إن هذا النظام سيشكل العمود الفقري لمسار عصرنة مجتمعنا يرتكز على محورين أساسيين وهما: إطلاق بطاقة التعريف الوطنية البيومترية والإلكترونية المؤمنة، ثم إطلاق جواز السفر الإلكتروني والبيومتري. وذكرت الوزارة أن هذه الاختيارات الأساسية المتخذة من طرف السلطات العمومية لها غايات رئيسية تتمثل من جهة في تحسين فعالية تدخل الدولة سواء فيما يتعلق بالتكفل بانشغالات المواطنين أو وضع قيد العمل السياسة الوطنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية أو من أجل مواجهة وضعيات أزمات. ومن جهة أخرى، تهدف هذه العملية الخاصة بعصرنة وثائق الهوية والسفر، إلى تنمية وبصفة متواصلة لسياسات تبسيط وتخفيف الإجراءات الإدارية وكذا مكافحة البيروقراطية التي تشكل كبحا لتنمية البلاد، وأضافت أنه تهدف هذه الاختيارات إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف مجالات حياة مجتمعنا والمساهمة كذلك في تجسيد، على أرض الواقع، لمبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة وكذا تحقيق السياسة الوطنية الجوارية عن طريق تقريب الإدارة من المواطن. وأخيرا تقول مصالح نور الدين يزيد زرهوني إن الغاية هي مواجهة تحديات العولمة المتسارعة، وحماية مجتمعنا وبلادنا ضد آفة الجريمة المنظمة، وبالأخص الجريمة المنظمة العابرة للحدود وكذا ظاهرة الإرهاب والتي تستعمل غالبا في تزوير وتقليد وثائق الهوية والسفر كوسيلة لانتشارها. وأفادت أن بطاقة التعريف الوطنية البيومترية والإلكترونية المؤمنة (CNIBES) ستكون وثيقة مؤمنة تماما وذات شكل أكثر مرونة طبقا لآخر الفتوحات التكنولوجية في العالم حيث تحتوي بالأخص على شريحة إلكترونية وصورة رقمية. وهذه الوثيقة الرسمية والمؤمنة ستضمن للمواطنين الإتمام السريع لمختلف الإجراءات اليومية، وهذا بسبب ثقتها واستخداماتها المتنوعة في إطار الربط البيني مع القطاعات الأخرى. سيكون للإدارة، على المدى المنظور، إمكانية إدخال خدمات إلكترونية على الشبكة لفائدة المواطنات والمواطنين الجزائريين وبالأخص على مستوى الجماعات المحلية. وفيما يتعلق بجواز السفر الإلكتروني والبيومتري، هو عبارة عن وثيقة هوية وسفر مؤمنة، قابلة للقراءة آليا وتحتوي بصفة خاصة على صورة رقمية وشريحة إلكترونية. وسيكون جواز السفر الإلكتروني مطابقا للمعايير المملاة من طرف المنظمة الدولية للطيران المدني (OACI). ولفتت الوزارة الانتباه إلى أن الجزائر قد دخلت في مسعى عالمي لعصرنة وثائق السفر والذي أصبح لا مناص منه بسبب الانشغال المزدوج لتأمين تنقل المسافرين العابر للحدود بواسطة التعرف الموثوق وكذا لضمان سيولة أكثر لتنقل المسافرين وبالأخص عن طريق الجو أو البحر.