انتهت في تمام الساعة الخامسة بعد عصر أول أمس الخميس، أحداث يوم النفير العام الى المسجد الأقصى المبارك، الّذي دعَت إليه الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني و"مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" بإحباط مخطط الجماعات اليهودية باقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك وإقامة الشعائر التلمودية. وشارك في يوم النفير هذا أكثر من عشرة آلاف مرابط من الرجال والنساء والأطفال، في داخل المسجد الأقصى المبارك وبالتحديد عند باب المغاربة، وهو الباب الّذي كانت الجماعات اليهودية تنوي اقتحام المسجد الأقصى من خلاله، وخارج المسجد الأقصى وتحديداً عند طلعة باب المغاربة، وعلم أنه قبيل انتهاء يوم النفير اعتقلت الشرطة الصهيونية الشيخ يوسف باز إمام مسجد اللد، وهو خارج من المسجد الأقصى المبارك. ولخّص الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، يوم النفير بقوله في بيان وصل يومية "المستقبل" نسخة منه: "أولا نحن قدومنا اليوم هو كأي يوم، نعتبر أن رباطنا فيه في المسجد الأقصى المبارك هو عبادة نتقرب بها إلى الله عزّ وجلّ، وهذا واجبنا كمسلمين وكفلسطينيين، ولكن لهذا اليوم كانت ميزة أخرى بكون هذا اليوم، كان فيه حالة من التحدي، أرادت الجماعات الدينية اليهودية أن تفرض واقعاً على المسجد الأقصى المبارك، عبر الإعلان عن اجتياح له، أعد له منذ أسابيع كثيرة، أهلنا في الداخل الفلسطيني كعادتهم دائماً نعتز بهم ونثمّن تجاوبهم المبارك مع دعوتنا للنفير اليوم للمسجد الأقصى المبارك، لفت انتباهي ولا شك حضور الكم الكبير من الشباب ومن الأخوات الذين تنادوا منذ صلاة الفجر، لا بل إنّ منهم من صلى الفجر هنا على بوابات المسجد الأقصى المبارك، تلبية للنداء الذي أطلقته الحركة الإسلامية"، وأضاف الشيخ خطيب وفقاً لذات البيان: "نحن نعتبر خطوة الشرطة بعدم السماح للجماعات الدينية اليهودية بالدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، ليس شيئاً يسجّل لصالحها، لأٌنها هي نفس الشرطة التي غداً ستقوم بإدخال هذه الجماعات، فبالتالي نحن أمام ما حصل اليوم نعيد وننادي الأمة العربية والإسلامية، ننادي إتحاد علماء المسلمين، والأزهر الشريف، ننادي الجامعة العربية، ننادي منظمة المؤتمر الإسلامي، بضرورة أن يكون تحرك يليق بمكانة القدس وقدسية القدس، القدس سئمت الاستنكارات، وما عادت ترغب في سماع أصوات التنديد والشجب، لأن جراحاتها تزداد كل يوم أمام هذا الصمت المريب، الّذي نسمعه من هنا وهناك، أما دورنا في الداخل الفلسطيني، وأهلنا في القدس الشريف، فما كان اليوم هي حالة فخار نعتزّ بها، وهو سلوك نطمئن إلى أن مستقبل الأقصى، إن شاء الله تعالى، هو في أيد أمينة، ما دامت هذه الجموع تعتقد اعتقاداً جازماً أن العلاقة مع الأقصى فعلاً هي علاقة عبادة وعلاقة دين قبل أن تكون أي علاقة أخرى".