نفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تكون منحت ترخيصا أو اعتمادا لأي مؤسسة خاصة، كما حذرت من الانسياق وراء بعض الجهات التي تروّج لهذه الفكرة، والأكثر من ذلك فإن مصالح الوزير رشيد حراوبية أبعدت عن نفسها أية مسؤولية حيال التعامل مع حاملي شهادات تخرّج من مؤسسات خاصة غير معتمدة لأن طلبات المعادلة سوف ترفض كون الوصاية لم تعتمد أية جامعة خاصة. وخرجت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن صمتها حيال ظاهرة انتشار مدارس وجامعات عليا خاصة غير معترف بها عبر عدد من الولايات، وهو ما سجلته من خلال بعض التقارير استنادا إلى تزايد عدد الطلبة المتخرجين في هذه المؤسسات بشهادات في مختلف التخصصات، اكتشف أصحابها أنها غير معترف بها بعد التقرب من مصالح الوزارة قصد طلب منحهم معادلة شهادات التخرج. وعليه فقد حرصت وزارة التعليم العالي على تقديم بعض التوضيحات بشأن الحديث الذي يدور في الفترة الأخيرة عن بدء العمل بالجامعات الخاصة قريبا، وبموجب ذلك فإنها أعلنت في مذكرة إعلامية نشرتها عبر موقعها الإلكتروني أمس أنها ''لم تتلق لحد الآن أي طلب للترخيص لإحداث مؤسسة خاصة للتكوين العالي''، وهو ما يعني بحسب نصّ الوثيقة بأن الوزارة ''لم تمنح أي ترخيص أو اعتماد لأي جهة''. وفي رسالة تحذير واضحة ورد في مذكرة وزارة التعليم العالي إشارة ضمنية إلى أنها لا تتحمّل أية مسؤولية فيما قد ينجر من عواقب بناء على نشاط تلك المؤسسات خارج القانون، خاصة وأنها أكدت بشكل مباشر بالقول: ''وبناء عليه، تؤكد الوزارة بأنها غير معنية بأية طلبات لمعادلة شهادات ممنوحة من طرف مؤسسات خاصة غير مرخص لها طبقا للقانون''. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد لأن المذكرة ذاتها عادت لشرح كيفيات منح الاعتماد لفتح جامعات خاصة التي تتم عن طريق دفتر الشروط، وقد جاء في نصّ الوثيقة أنه ''في إطار تنفيذ السياسة الوطنية للتكوين العالي المحددة في أحكام القانون التوجيهي للتعليم العالي رقم 9905 المؤرخ في 18 ذو الحجة 1419 الموافق ل 4 أفريل 1999 المعدل والمتمم، فإن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هي الجهة الوحيدة المخولة بمنح الترخيص للتكفل بمهام التكوين العالي طبقا للتنظيم المعمول به ولأحكام دفتر الشروط الصادر لهذا الغرض''. وتشير معطيات الوزارة إلى أنه منذ التصويت على القانون التوجيهي للتعليم العالي من طرف غرفتي البرلمان في جوان ,2008 لم ترد إليها أية ملفات في هذا الخصوص، وقد سبق للوزير رشيد حراوبية وأن أكد في أكثر مناسبة بأنه لا مشكلة لمصالحه فيما يتعلق بفتح المجال أمام الخواص لفتح مؤسسات للتكوين العالي، فيما نفى أن يكون هذا الإجراء اتجاها نحو خصخصة القطاع. ووفقا لأحكام هذا القانون التوجيهي فإنه يتعين على المؤسسة التعليمية الخاصة أن تحيط السلطات علما بتشكيل كل مجموعة أو وحدة تعليمية، سواء كانت محاضرات أو حلقات دراسية أو تكوينا عمليا أو توظيفا، كما يُطلب منها أن تعد تقريرا عن نسب المعلمين والطلبة وأيضا أساليب التقويم، ويُشترط في الجامعات الخاصة أن ''تبرهن توافر هيئة التدريس المؤهلة لضمان أن مستوى التعليم المقدّم في هذه المنشآت يوازي على الأقل من حيث الجودة نظيره الذي تقدمه المنشآت الحكومية للتعليم العالي''.