حراوبية يكشف عن تلاعبات و سرقات لأطروحات ماجيستير أكّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية أول أمس عن قيام مصالحه بإدماج 1300 من الطلبة السابقين في مصر بجامعات جزائرية، ويتعلق الأمر بأولئك الذين اضطرتهم أجواء ما بعد المقابلتين الكرويتين بين الخضر والفراعنة في نوفمبر 2009، إلى العودة للجزائر وردا على سؤال برلماني شفوي، أوضح الوزير أنّ ال1300 طالب المذكورين كانوا ينتسبون إلى جامعات ومعاهد مصرية عليا بينها مركز البحوث والدراسات بالقاهرة وهو مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية ضمت كثيرا من الطلبة الجزائريين الذين التحقوا بها على نفقتهم الخاصة.وردا على الانتقادات الكثيرة التي رفعها عدد من الطلبة اشتكوا من إقصائهم، ألّح المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي في الجزائر، أنّ كل ما قيل مغالطات، مبرزا أنّ جميع من استوفوا الشروط الإدارية والبيداغوجية، جرى إدماجهم عاديا في مسارات ما بعد التدرج، رغم أنّ ذلك تسبب في أعباء إضافية على صعيد تأطير هؤلاء في مختلف الجامعات الجزائرية.وإذ جدّد حراوبية القول أنّ الملف مغلق نهائيا، شرح الوزير أنّ الطلبة المعنيين ينقسمون إلى فئتين الأولى تشمل الطلبة المتفوقين الذين استفادوا من منحة دراسية للتكوين في الخارج، حيث كانوا يدرسون في جامعات مصرية مرتبطة باتفاقات مشتركة مع نظيراتها الجزائرية، وكل المنتمين لهذه الفئة يشدد الوزير جرى التكفل بهم جميعا من خلال إرسالهم إلى جامعات أجنبية أو إدماجهم في جامعات جزائرية بناء على رغباتهم.بينما الفئة الثانية يضيف حراوبية هي لمواطنين التحقوا بمحض إرادتهم بمعهد الدراسات والبحوث في القاهرة، هذا الأخير ليس جامعة مصرية ولا هو مؤسسة متخصصة في التعليم العالي، ولا يرتبط هذا المعهد بأي اتفاقية مشتركة مع وزارة التعليم العالي أو أي من الجامعات الجزائرية.ونفى الوزير ما تردد عن استصدار الجزائر قبل أحد عشر شهرا، قرارا بدخول طلبتها في مصر إلى أرض الوطن، مشيرا أنّ السلطات قدّرت آنذاك بإمكانية عودة أولئك الطلبة على أن يتم إدماجهم في جامعات جزائرية، بناء على دراسة ملفاتهم حالة بحالة، مستدلا بأنّ ذلك جرى ذكره في إعلان واسع جرى نشره أيضا في الموقع الالكتروني لوزارة التعليم العالي.وشرح الوزير أنّ ندوة جهوية عُقدت قبل فترة، وشكّلت لجان عملية متخصصة حسب الفروع لدراسة ملفات الطلبة المعنيين، وتمّ إيجاد العديد من الحالات المثيرة على غرار حالة لطالب حاصل على ليسانس فيزياء كان بصدد تحضير ماجستير في الحقوق، وهو أمر غير مسموح به بيداغوجيا وتنظيميا.ولفت حراوبية أنّ من بين الطلبة الذين درسوا في مصر بطريقتهم الخاصة، لا تتوفر فيهم شروط المشاركة في مسابقات ما بعد التدرج، مقحما أيضا مسألة تلاعبات حدثت مثل القرصنة التي طالت عشر أطروحات ماجستير جزائرية، جرى تغيير عناوينها وطرق تقديمها، منتهيا إلى أنّه من غير المعقول أن تتواطأ وزارة التعليم العالي مع تلك الانحرافات، لذا جرى اتخاذ الإجراءات اللازمة. كما شدّد حراوبية على أنّ اللغة العربية هي السيدة في قطاع التعليم العالي، ونفى صحة مزاعم تحدثت عن ترويج لغات أجنبية على حساب العربية، مبرزا أنّ جميع عائلة التعليم العالي تروّج للغة العربية فحسب، في حين يتم تصنيف باقي اللغات بحسب قيمتها العلمية ووظيفيتها.وردا على انشغال أحد النواب، أوضح حراوبية أنّ المكانة التي تعطى للغات الأجنبية لا تتعدّ كونها وسيلة للتحصيل العلمي، مضيفا:"نريد تشجيع الطلبة على اكتساب كل اللغات بما فيها الانجليزية"، بمقابل إبرازه حرص كثير من الدول على استصدار المراجع العلمية وتدريس سائر المواد بلغاتها الأصلية. ق.و.