يقول النقاد أن مسرحية الملك لير تقرأ ولا تمثل، كناية عن صعوبة تحويلها إلى عمل مسرحي وهذا هو الإحساس الذي خرجت به بعد مشاهدة مسرحية مقتبسة من المسرحية المذكورة وعنونها "بنات لير'' نص وإخراج سيد احمد قارة سهرة يوم الأحد بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي.. ورغم تلك الصعوبة أصر المخرج على إيجاد زاوية أخرى للعمل وهي الزاوية التي لم نجدها جديدة بل واكبت السياق المعروف للقصة التي تحكى عن لير ملك بريطانيا الاسطوري(عبد الحليم زريبع) عاش شبابه فارس من أقوى الفرسان وعندما تقدم به السن قرر تقسيم ملكه بين بناته الثلاث جنريل (منيرة روبحي فيسة)و ريجان (سعاد شيخ) وكردليا (عديلة سوالم ثم طلب من بناته الثلاث ان يعبرن عن حبهن له.لم تتملق ابته الثالثة كرديليا في مدحه كما فعلت الاخوات الكبريات فلذلك غضب عليها لير ظنا منه أنها لا تحبّه لذلك طردها من مملكته بلا شي ولكن تزوجها ملك فرنسا بقوله أنها لا تطمع بشي من المال لذلك هي من سوف يتزوجها. وعندما كبرت الفتاتان جنريل وريجان.. قامتا بطرد أبيهما من المملكة لذا قررت كردليا أن تساعد أبوها فأرسلت جيش قوى إلى إنجلترا وقامت حرب بين إنجلتراوفرنسا من أجل تحرير الملك لير.. بعد ذلك انهزم جيش فرنسا وانتصر جيش إنجلترا فقامت جونريل وأختها ريجان بإلقاء القبض على كردليا والملك وأسرهما في السجن.. وعندئذ عرف الملك لير كم تحبه ابنته كردليا.. وأن ما قامت به الأختان الأخريتان ما هو إلا تملّق من أجل الحصول على العرش.. فندم ندما شديدا. هذه القصة المعروفة للملك لير التي أراد المخرج أن يحصرها في الصراع الذي كان بين البنات الثلاث وسط تجاذب مصالح خادم الملك لير المهرج (طارق بوعرارة) وادموند(مراد اوجيت) الذي أوهم الأختين كونريل وريغان بأنه واقع في حبهما لكنهما وقعتا في شر عملهماوقد نجح السينوغرافي سليمان حابس إلى حد بعيد في إيجاد الأجواء الأسطورية للمسرحية من خلال الديكور والأداء الجسدي للممثلين والموسيقى التي كانت من تنفيذ محمد زامي الذي كان يظهر طوال عرض المسرحية في خلفية الركح. المسرحية على العموم مجهود فني مسرحي لا يمكن أبدا أن يمر مرور الكرام خاصة أداء الممثلين وخاصة الممثلات اللواتي تألقن في أداء أدوارهن رغم صعوبة المسرحية وعراقتها إلا أن هناك نقاط تقنية يجب أن تراجع خاصة ما تعلّق بالإضاءة التي تعتبر من أهم أدوات العرض.