عادت، المسرحية الأكثر سوداوية لويليام شكسبير الموسومة ب ''بنات لير''، في نهاية الأسبوع، بركح محي الدين بشطارزي، برؤية جديدة تتماشى مع الواقع المعاش والتغيرات الحاصلة في كل المجتمعات و منها العربية· أعاد، سيد احمد قارة، كتابة قصة ''لملك لير'' وتكفل بإخراجها، ورغم أن القصة كانت في مجملها نفسها التي كتبها الكاتب العالمي ويليام شكسبير، إلا أن قارة أدخل عليها بعض التعديلات حتى تتماشى مع الواقع المعاش اليوم· تعرف قصة ''بنات لير'' لشكسبير، التراجيديا الأكثر سوداوية وهي تتحدث عن علاقة الأب بأولاده، والتي يتغلب فيها الشر في النهاية ويبقى الخاسر الوحيد هو الإنسان، والفائز هو الشر الموجود في الذات الإنسانية· حكاية مسرحية الملك الذي جسد دوره الممثل عبد الحليم زريباع مع بناته الثلاث جونريل، ريغان وكورديليا (منيرة روبحي فيسة، عديلة سوالم وسعاد شيخ جاوتسي) الكبرى جونريل متزوجة من دوق الباني والبنت الوسطى ريجان متزوجة من دوق كورنول، أما البنت الصغرى كورديليا فقد كانت غير متزوجة وتقدم لخطبتها كل من ملك فرنسا ودوق برجاندي، وتبدأ أحداثها حين يجمع الملك بناته ليسألهن عن حبهن له حيث تكون كل من جونريل وريجان منافقتين أشد النفاق، وتحاول كل واحدة منهما أن تباري الأخرى في التعبير عن الحب الكبير والولاء العظيم الذي تكنه لأبيها في جو كبير من النفاق والكذب قصد الحصول على رضاه، وبالتالي الحصول على أكثر قدر من الثروة والامتيازات المادية، وهذا ما توصلتا إليه بعدما نجحتا في حرمان الأخت الصغرى كورديليا التي لا تطيق هذا النفاق والكذب من تركة الملك، بل أكثر من ذلك، فقد أهانتا الملك في كبره وطردتاه من القصر بمساعدة إيدموند شقيق زوج جونريل الذي سبق له أن قتل أخاه طمعا في ميراث زوجته وهو الذي أمر بقتل الملك واغتصاب البنت الصغرى التي تكفلت بأبيها رفقة المهرج بعدما طرد من القصر· المسرحية عالجت قصة مشوقة ومعقدة تقريبا على ركح خال ولم تعتمد على ديكور كبير إلا من ثلاث طاولات صغيرة مما ساعد كثيرا الجمهور على التركيز أكثر على الممثلين الذين وجدوا مساحات أوسع للتعبير والكشف عن مواهبهم، وقد نجح المخرج كثيرا في هذا الاختيار إضافة إلى القدرات الكبيرة التي تتمتع بها المجموعة، فهذا الاختيار يستعمل كثيرا في المسرح التجريبي الذي يعتمد على الممثل كأهم عنصر في العرض· ثلاثة أسئلة إلى سيد احمد قارة (مخرج مسرحي) مسرحية كلاسيكية درامية من القلائل على هذا الركح، أهناك سر؟ لا يوجد هناك سر، لكن حقيقة هي مغامرة، فالجمهور الجزائري في المسرح لا يزال مرتبطا بالكوميديا، والعبث المسرحي، وتقديم المسرح الكلاسيكي لشكسبير، خاصة مسرحية ''بنات لير''، هي مغامرة وتحد في نفس الوقت، لكن مع الجمهور الحاضر اليوم وتجاوبه مع أحداث المسرحية، أعتقد أن التحدي رفع بنسبة كبيرة· ولماذا اللغة العربية الفصحى؟ لا أعتقد أن اللغة في المسرحية كانت معقدة كثيرا، فهناك الكثير من الأصدقاء والجمهور هنا والذين أعرفهم جيدا مفرنسين، لم يجدوا صعوبة ولا أي إشكال في فهم النص ومتابعة أحداث المسرجية، وكان هذا مقصودا، صحيح أنها كانت لغة فصيحة، لكن لم تكن لغة صعبة ولا معقدة، وهذا ما يمكن أن يكون في خدمة المسرحية· هناك تغييرات على العرض الذي خصص للصحفيين، أهناك خطأ؟ لا، ليس خطأ بأتم معنى الكلمة، أعتقد أن الهدف من تقديم عرض شرفي أو عرض خاص بالصحفيين يستهدف معرفة وجهة نظرهم في العمل ككل، النقاط الإيجابية و النقاط السلبية، هذه التي يتم التركيز عليها قصد تحسينها في العروض التي تأتي بعد ذلك، من هذا الجانب بالضبط، وأنتم يمكن أن تؤكدوه، النقائص التي سجلت في جانب الإضاءة خلال العرض الخاص بالصحفيين تم تداركها في هذا العرض·