عدلت الجزائر من تعاطيها القضائي مع الملفات التي تتصل بقضايا ''الإرهاب''، وأفاد مسؤول قضائي رفيع أن جهاز العدالة، منح لقضاته المتخصصين صلاحيات واسعة تمكن من بحث سجلات الاتصالات الهاتفية وكذا البنكية للمتهمين، والتحقيق في اتجاهين بدل واحد ''اتجاه لتبرئة المتهم وآخر لإدانته''. سجل القطب القضائي المتخصص في قضايا الإرهاب، بمجلس قضاء العاصمة، ''تحولا نوعيا'' في التعامل مع القضايا ذات الصلة بالتحقيقات ''مع أمراء وشبكات الإرهاب والتفجيرات''، وأفيد من مصدر قضائي رفيع أن الجزائر سجلت التحول لأول مرة في جانب التحقيقات التي باتت تتم في جهتين ''لفائدة المتهم وضد المتهم في نفس الوقت'' بعدما كان الأمر يقتصر على البحث عما يدين المتهم بقضايا الإرهاب. ولاحظ رجال قانون أن توجه وزارة العدل إلى إنشاء أقطاب قضائية، جعل من التحقيقات التي أوكلت للغرفة الثامنة والتاسعة بمجلس قضاء العاصمة حيث قضاة القطب القضائي، تتجه إلى التعامل بموجب تحقيقات في اتجاهين مع كل متهم ''لفائدة المتهم والبحث عن أدلة لبراءته''، والثاني ''ضد المتهم والبحث في أدلة لإدانته''. وكان سابقا يقتصر عمل قضاة التحقيق على البحث في إدانة المتهم، مع توكيل البحث في دلائل البراءة للمحامين، ما جعل كثيرا من المحاكمات تشهد ''مصادمات'' بين القضاة وهيئات الدفاع. وفي حال عدم العثور على أدلة إدانة يقدم المحقق انتفاء وجه الدعوى العمومية، وفي سياق الصلاحيات التي مكن منها قضاة التحقيق في القطب القضائي، فتوصف ب''الموسعة''، وبحكم التحقيقات التي تداولها القطب الذي أنشئ منذ شهور فقط، إمكانية الإنابة القضائية مع جهاز الشرطة لطلب سجلات معقدة قد تكون سجل الإتصالات الهاتفية على شرائح المتهمين، أو السجلات البنكية والتحويلات بتفاصيلها، كما بات التعامل مع القضاة الأجانب أكثر سرعة بالنسبة لقضاة القطب في الملفات التي تتصل ب ''شبكات إرهابية في الخارج''. ومعلوم أن قرار إنشاء الأقطاب جاء بهدف تدعيم العدالة بعناصر قضائية جهوية متخصصة في متابعة الجرائم ذات العلاقة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب والفساد المالي، وأوكلت المهمة للقضاة تقول السلطات إنهم خضعوا لتأهيل متخصص بمعهد القضاء الفرنسي، لمتابعة الملفات الكبرى ذات العلاقة بالإجرام المنظم العابر للحدود والإرهاب وتكوين جماعات الأشرار، وقضايا النصب والاحتيال الواسع النطاق وتبييض الأموال. ويشرح المصدر في خصوص القضايا الكبرى، وما ينطبق على القطب المتخصص في الإرهاب، أن قضاة التحقيق أوكلت لهم مهمات الفصل في قضايا الإرهاب الكبرى والشبكات الإرهابية متعددة العناصر والتشعبات، وذكر أن عدة ملفات كبرى تنازلت عنها محاكم مثل التحقيق في تفجيرات 11 ديسمبر 7002 التي أدرجت سابقا في لائحة مجلس قضاء البويرة قبل التنازل عنها للقطب القضائي للعاصمة، وعلم عن تنازلات أخرى من محكمة دلس في قضايا تخص ''أمراء وشبكات من عناصر عديدة'' تمت لصالح القطب كقضية ''تواتي أمين'' آخر الأمراء الذين سلموا أنفسهم لمصالح الأمن بعدما كان يتزعم ''كتيبة الفاروق'' في منطقة دلس ببومرداس. وقد جاء تكوين القضاة المعنيين، في سياق اتفاقيات الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة ومكافحة الاتجار في المخدرات والمواد السامة ومكافحة الفساد، وكذا الاتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب، وإجراءات المطالبة بالاختصاص والقواعد التي تحكم العملية، طرق الإخطار، طرق التحري، متابعة التحقيق وجلسة المحاكمة، بالإضافة إلى أساليب التحري والتحقيق المنصوص عليها في التعديل الأخير لقانون الإجراءات الجزائية والمتعلقة بمحاربة الجريمة المنظمة.