أبدى وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، أمس، عدم رضاه عن أداء الغرف الولائية للفلاحة، في مجال توفير المعلومة للفلاحين والموالين وتوجيههم، داعيا رؤساء هذه الهياكل إلى ''جعلها فضاءات فعالة تجعل الفلاحين مطلعين على ما هو جار محليا ووطنيا، وقادرين على التفاوض والنقاش مع المحولين والمصنعين وغيرهم.. المعلومة مهمة للغاية، فإذا تفاوض الفلاح مع متعامل يملك مصنعين فكيف له أن يدافع عن مصالحه في ظل غياب المعلومة؟''. وذكّر الوزير، رؤساء الغرف خلال اجتماعه بهم في مقر الوزارة، أن الغرف ''تستفيد من أموال الدولة، لأن الدولة تريدها فضاء لتقريب المعلومات والتقنيات من الفلاحين، فعليكم أن تغيروا النظرة السائدة حاليا والتي تعتبر الغرفة سلطة منعزلة، ينبغي على الفلاح إذا احتاج شيئا أن يتوجه إلى الغرفة وليس إلى مديرية المصالح الفلاحية وغيرها من الإدارات''. وأكد بن عيسى أن أداء الغرف محل استياء وسط قطاعات واسعة من الفلاحين والموالين، وقال بهذا الخصوص: ''كثيرا ما ألتقي بفلاحين ويشتكون لي من الغرف، منهم من يقول أنا لا أعترف بها، ومنهم من يقول إنها لا تقدم شيئا، ومنهم من يتحدث عن استغلال اقتراحات تقدم بها لخدمة أغراض أشخاص وجماعات''، وتوجه إلى الحضور بالقول ''انظروا إلى القاعدة في الأسفل، ولا تنظروا إلى الأعلى''. من جهة ثانية دعا الوزير إلى الاستعداد لعقد الجمعيات العامة الانتخابية الخاصة بتجديد هياكل الغرف، المزمع تنظيمها في فبراير من العام .2011 ومعروف أن الانتخابات تجري على المستوى الولائي، لتعيين رئيس للغرفة المحلية. ثم يلي ذلك انتخاب رئيس للغرفة الوطنية من بين رؤساء الغرف الولائية المترشحين لهذا المنصب. ويجدر التذكير أن الوزير بن عيسى كان قد أنهى مهام رئيس الغرفة الوطنية محمد الشريف ولد الحسين، مطلع شهر ماي الفارط، لأسباب مهنية تتعلق بتسجيل تجاوزات وعجز في التسيير، وكلف أحد أعضاء مجلس إدارة الغرفة بتسيير شؤونها، إلى حين موعد إجراء الانتخابات. ونوّه الوزير، ضمن هذا السياق، بأن العهدة الجديدة ''ستتزامن مع الشروع في العمل بقانون الغرف الفلاحية، الذي صادق عليه مجلس الحكومة الأخير''، لافتا إلى القانون المذكور ''سيعطي مكانة وقوة مؤسساتية للغرف، ويجعل منها مؤسسات قائمة''. من جهة ثانية، استمع الوزير إلى انشغالات رؤساء الغرف الولائية، الذين عرضوا عددا من المشاكل التي تعترض القطاع بولاياتهم، كما تقدموا باقتراحات لتحسين أداء القطاع، وفي هذا الصدد نبّه رئيس غرفة تبسة إلى خطر التهريب الذي يطال مادة المازوت بالولاية، ''مما يحرم الفلاحين منها، ويجعلهم يلاقون صعوبة كبيرة في الحصول على كميات كافية''، حسب المتحدث الذي أشار إلى أن نسبة الآبار المستغلة بولايته ''لا تتعدى 10 بالمئة، بسبب نقص المازوت الذي تشتغل به المضخات''. من جانبه دعا أحد المتدخلين إلى تخصيص مساحات إنتاج الحبوب الواقعة بمناطق الجنوب إلى إنتاج البذور، ''لأن تلك الأراضي تعد بكرا وعالية الخصوبة، كما أننا لاحظنا أن حقول الحبوب هناك تخلو من الآفات والنباتات الطفيلية'' حسب قوله.