عشر ايام تمر على رمضان وعلى عرض المسلسل ''ذاكرة الجسد'' ولم ينه بعد المخرج نجدت أنزور تصوير المسلسل المذكور المأخوذ عن رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي. وما بدأ تصويره أنزور مطلع الأسبوع الثاني من رمضان مشاهد لا تتجاوز 25 مشهداً وتجمع مصطفى "زوج حياة'' بعشيقتيه تشكل خطاً درامياً فيه الكثير من الاجتهاد من كاتبة السيناريو والحوار ريم حنا وهو ليس موجوداً بهذه الطريقة في الرواية الشهيرة. ولهذه الغاية انتقل الممثل اللبناني جهاد الأندري الذي يؤدي شخصية مصطفى إلى سورية حيث تصور المشاهد الأخيرة من العمل الذي يعرض على عدة فضائيات ويعلق الأندري بأن ''شخصية مصطفى مليئة بالتناقضات, وأتلهف لمعرفة كيف تختتم ريم حنا أحداث المسلسل, خصوصاً أن الشخصية هنا توسعت مساحتها أكثر, إلى حد يظهر مصطفى في أحد المشاهد وهو يعتدي بالضرب على حياة''. إن الإخلاص مشكلة إبداعية كبيرة وأزلية قد تؤدي في كثير الأحيان إلى القطيعة والخصام بين الروائي ومخرج أي عمل تلفزيوني او سينمائي يستمد من أي رواية أدبية، وهو الأمر الذي ربما قد يحدث بين الروائية الجزائرية احلام مستغانمي والمخرج نجدة انزور وكاتبة السيناريو ريم حنا بعد انتهاء عرض مسلسل''ذاكرة الجسد'' علما أن صاحبة عابر سرير _ بحسب مجلة سيدتي - اكثر من تلوم هي كاتبة السيناريو وليس المخرج نجدة انزور علما أن اكبر انتقاد وجه لهذا الأخير من خلال المتتبعين لهذا العمل الدرامي هو طغيان الرواية على الجانب البصري والبطء الشديد الذي ساد أحداث المسلسل ما دفع بالملل إلى التسرب من بين ثنايا القصة، علما ان الملل هو قاتل الإبداع لكن هناك من استحسن طريقة عمل المخرج والريتم البطيء والأجواء الروائية التي قلما نشاهدها بالأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة، هذا إجمالا ما يؤخذ بالسلب والإيجاب على المسلسل الذي يعرض هذه الأيام على العديد من القنوات الفضائية العربية. لكن لا يجب التركيز فقط على النصف الفارغ من الكأس بل يجب الإشارة إلى أن هذا العمل الدرامي الفريد من نوعه قد فتح الباب على مصراعيه أمام انتشار الرواية المغاربية على العموم والجزائرية على الخمن تقريب المشاهد العادي لعالم الأدب علما ان علاقة المواطن العربي بالكتاب تكاد تنعدم وبذلك مكن هذا المسلسل اكتشاف ابرز الروايات العربية خلال السنوات الاخيرة وبطريقة بصرية لجيل ربما لم يقرأ هذه . الامر الذي قد يحفزه على قراءة هذا العمل الأدبي أو غيره من الأعمال الادبية، هذا إذا عرفنا ان صناعة المسلسلات اليوم تلقى اقبالا كبيرا من المشاهدين العرب وخاصة في شهر رمضان . وهنا يجب ان نسجل ان التفاتة تلفزيون أبوظبي الجهة المنتجة للعمل هي التفاتة مهمة تضع المشاهد على مسافة قريبة من روح الابداع الروائي والقصصي العربي الذي طالما عانى التهميش والإهمال، كما نتمنى ان يكون مسلسل''ذاكرة الجسد'' بداية لتعزيز فكرة توجه شركات الانتاج العربية لانجاز أعمال تلفزيونية وسينمائية تستمد قصصها وسيناريوهاتها من الادب والرواية العربية لمواجهة الكتابات والسيناريوهات الهابطة والتجارية التي تعتمد اساسا على ما تحققه من ربح مادي وإهمال تام للذائقة الفنية والإبداعية للعارض والمتلقي.