توشك الشاعرة والمترجمة المصرية فاطمة ناعوت على الانتهاء من ترجمة رواية ''الوصمة البشرية'' The Human Stain، للكاتب الأمريكي ''فيليب روث''، التي حصل بها على جائزة فوكنر، أهم الجوائز الأدبية الأمريكية. وسوف تصدر الرواية، التي تقع في ,400 صفحة بالعربية عن سلسلة ''الجوائز'' عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. الرواية من أعقد الأعمال الروائية الأمريكية فهي مكتوبة بلهجة ''اليانكي'' الدارجة، إضافة إلى أسلوبية روث المركّبة التي تجنح إلى توسّل الجُمل المفرطة الطول، التي تتخللها فقراتٌ اعتراضية مطوّلة، عطفاً على استخدام الكاتب تيمات التداعي الحرّ للأفكار، والمونولوغ الداخليّ، والالتفات في الضمائر، وغيرها من تيمات تيار الوعي، ولكن بحسب النهج الأحدث. إضافةً إلى المضامين المتشابكة المركبة التي تطرحها الرواية مثل قضية اليهود والزنوج والمرأة والعنصرية، بوجه عام، في أمريكا، كذلك التراتبية الطبقية، والتعليم والدين والسياسة والجنس وسواها من القضايا الاجتماعية الإشكالية. وكل ذلك يتم عبر رؤية فلسفية ساخرة من الرؤية الأمريكية الى الأمور، وناهلة من الميثولوجيا الإغريقية القديمة، لكون بطل الرواية، كولمن سيلك، أستاذاً للأدب اليوناني في إحدى الجامعات. تدور أحداث الرواية في فترة ولاية الرئيس بيل كلينتون في نهاية التسعينات الماضية، حول بروفيسور كلاسيكيات إغريقية وعميد إحدى الجامعات، أمريكي في الحادية والسبعين من عمره، مشهود له بالكفاية العلمية والإدارية، . يتورط في قضية عنصرية، وهي تهمة خطيرة في أمريكا، رفعها ضده طالبان من الأمريكيين السود، استقال على إثرها من عمله في الجامعة. تتكئ عقدة الرواية على أن ذاك المتهَم بالعنصرية، ينتمي بالأساس إلى الزنوج الأمريكيين، لكنه يخفي ذلك ''السر - الوصمة'' محتمياً بلونه الأبيض، هرباً من دونية الزنوج في العين الأمريكية، الأمر الذي يجعله يعيش انفصاماً يثري النص الروائي، بقدر ما يعقّده.