نعت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي المفكر والمختص في الشؤون الإسلامية والذي وافته المنية الثلاثاء الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس بعد صراع مع مرض السرطان وعن عمر يناهز 28 عاماً. وقالت تومي إن أركون كان ''مدافعا مثاليا عن السلام بالنظر إلى إخلاصه وتفانيه من اجل تقارب الشعوب و الديانات''، كذلك اعتبرته ''صاحب رؤيا متكاملة ومثقف وفيلسوف ومؤرخ إسلامي''. كما أشارت وزيرة الثقافة الجزائرية في برقية العزاء لكون أركون ''صاحب مجموعة من المؤلفات المرجعية في مجال الفكر النقدي والذي درس في اشهر جامعات الشرق والغرب''، مونهة بإيمانه بحوار الثقافات والحضارات، وأنه كان من أشد الداعين والمدافعين عنه. ولد محمد اركون عام 8291 في بلدة تاوريرت ميمون (آث يني) بمنطقة القبائل، وانتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء (ولاية عين تموشنت) حيث درس دراسته الابتدائية بها. ثم واصل دراسته الثانوية في وهران، ثم الأدب العربي والقانون والفلسفة والجغرافيا بجامعة الجزائر بعدها سافر الى فرنسا ودرس في جامعة السوربون في باريس 3، واهتم بفكر المؤرخ والفيلسوف ابن مسكويه الذي كان موضوع أطروحته. يتميز فكر أركون بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على أحدهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب عن الآخر، وهو ينتقد الاستشراق المبني على هذا الشكل من البحث. فارق أركون الحياة في 41 سبتمبر 0102 عن عمر ناهز 28 عاما بعد معاناة مع المرض في العاصمة الفرنسية. عُين محمد أركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في جامعة السوربون عام 0891 (4) بعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة منها، وعمل كباحث مرافق في برلين عام 6891 و7891. شغل ومنذ العام 3991 منصب عضو في مجلس إدارة معهد الدراسات الإسلامية في لندن.