كشف وزير السياحة السوري محمد سعد آغا القلعة، عن رقم 02 ألف سائح جزائري زاروا سورية خلال السنة الجارية، وهو رقم مرشح للزيادة بالنظر إلى العلاقات الجزائرية السورية المتشعبة والعميقة، وقال الوزير السوري إن هذا الرقم مرشح للارتفاع في انتظار فتح المجال البحري، وتكثيف حركة الطيران بين البلدين. وزير السياحة السوري، ولدى إجابته عن سؤال ''المستقبل'' خلال ندوة صحفية نشطها أمس بفندق ''ديديمان'' بمدينة حلب، في أعقاب الافتتاح الرسمي لمهرجان طريق الحرير في دورته التاسعة، قال إن هناك تنسيقا جزائريا سوريا في قطاع السياحة، يعكس العلاقة المتينة بين البلدين، ويجسد الإرادة القوية بين القيادتين في تدعيم الأواصر التاريخية والثقافية الوطيدة بين دمشق والجزائر. وكان وفد إعلامي جزائري قد شارك أمس في افتتاح الفعاليات الرسمية للدورة التاسعة لمهرجان الحرير، بحضور أكثر من 002 إعلامي من شتى بقاع العالم، ونحو 004 مشارك، يمثلون أربعين دولة، في هذه التظاهرة السياحية الثقافية التي تدوم أسبوعا كاملا، تكون خلاله سورية بشكل عام ومدينة حلب بشكل خاص التي تعد عاصمة للتجارة العالمية القديمة، معرضا أثريا وحضاريا مفتوحا على العالم. حفل الافتتاح الذي احتضنته قلعة حلب الشهيرة، وأشرف عليه وزير السياحة السوري محمد سعد آغا القلعة، كان بمثابة عرس كبير، نشطته فرق فنية محلية وأخرى عالمية، قدمت من الهند، تركيا وإسبانيا، في شكل ملحمة تجسد حكاية مسارات الحرير، وفكرة المهرجان السياحي الذي يترجم هذه التظاهرة العالمية الموروثة عن آلاف السنين، عندما كانت قوافل مدن الحرير القادمة من مناطق العالم الأربع، تجوب المسافات البعيدة، وينتهي بها المطاف بين احضان حلب، باعتبارها عاصمة للتجارة العالمية القديمة. ويعتبر طريق الحرير واحدا من المسارات البارزة في التاريخ الكوني، منذ الألف الثالث قبل الميلاد، عندما احتل دورا محوريا في العلاقات التجارية، الثقافية، الصناعية والدينية بين شعوب الدول الواقعة عليه، عبر ما يعرف بطريق الأسفار الكبرى (ماركوبولو- ابن بطوطة). ومعلوم أن ''طريق الحرير'' الذي يعد من أقدم وأشهر طرق التجارة العالمية التي ربطت على مدى قرون طويلة الصين بآسيا الوسطى، وبلاد فارس وغرب آسيا وأوربا، تشكل مع بداية التوسع الإغريقي على يد الإسكندر المقدوني (033-523 قبل الميلاد)، في بلاد الهند والسند (باكستان وأفغانستان حاليا)، وفي بلاد فارس ومملكة تدمر غربا، حتى سواحل البحر المتوسط، ويبلغ طوله حوالي 0551 كلم، بداية من الصين إلى آسيا الوسطى، شمال الهند، بلاد فارس، بلاد ما بين النهرين، مملكة تدمر، وصولا إلى الإمبراطورية الرومانية. ويذكر التاريخ أن الهنود لعبوا دورا مهما كوسطاء للتجارة بين الصين والبحر المتوسط، كون الحرير الصيني هو المادة الأكثر طلبا في أوروبا وقتها، لذلك كان الصينيون يقايضون حريرهم بالمعادن الثمينة مع الهنود الذين كانوا ينقلون هذه البضائع إلى الامبراطورية الفارسية، لينقلها التجار الفرس بدورهم والتجار العرب بمملكة تدمر إلى الامبراطورية الرومانية، وبذلك تشكلت شبكة من الطرق والمسارات في كل من الصين، الهند، بلاد فارس وبلاد الشام. وفي سورية، تقسم مسارات طريق الحرير إلى مسارات برية عبر البادية الشامية، مسارات نهرية عبر الفرات وأخرى برية نهرية، حيث غطت معظم بلاد الشام من الرقة والرصافة شرقا، مرورا بحلب وإدلب شمالا وتدمر ودمشق وحمص وحماة وحوران جنوبا وإنطاكية وصور على ساحل المتوسط، وقد خلف طريق الحرير العديد من المواقع الأثرية على امتداد الأراضي السورية، ما تزال إلى اليوم تستقطب آلاف السياح والزوار سنويا باعتبارها الخانات التي كانت تستخدم كمراكز للتبادل التجاري ومحطات استراحة ومبيت. وبحسب وزير السياحة السوري محمد سعد آغا القلعة، فإن فكرة المهرجان التي ولدت عام 2002، انطلقت من الرؤية الجديدة للسياحة في سورية، باعتبارها محركا أساسيا للتنمية ولغة عالمية لحوار الحضارات والثقافات، كما جاء المهرجان ليجسد استعادة سورية لدورها التاريخي، بدليل أن المهرجان -يضيف الوزير- أصبح من دورة إلى أخرى يستقطب اهتمام الإعلاميين في شتى بقاع العالم، كما تؤكده أرقام وزارة السياحة السورية التي أحصت خلال سنة 0102 ما يربو عن 126 ألف مقالة باللغة الإنجليزية عن المهرجان و003 ألف مقالة باللغة الفرنسية و541 ألف مقالة باللغة العربية، على مختلف مواقع النت. وخلال تنشيطه لندوة صحفية في أعقاب حفل الافتتاح بفندق ديديمان بمدينة حلب، قال الوزير السوري إن حكومته خصصت مبلغ 6 ملايير دولار كميزانية استثمارات سياحية خلال الخمسية القادمة، وهي ميزامية -يؤكد الوزير- أنها أتت أكلها، حيث ارتفع معدل النمو السياحي في سورية السنة الحالية إلى غاية شهر أوت المنصرم إلى 74 بالمئة بتوفير المناخ الملائم للاستثمار السياحي، من خلال مراجعة المنظومة القانونية للبلاد في الجانب السياحي وإلغاء التأشيرات مع عديد الدول مثل تركيا وإيران، وكذلك عودة العلاقات الحميمية للبنان، بالإضافة إلى الحملات الدعائية الكبيرة التي جعلت سورية تنتقل من المرتبة 79 عالميا إلى ال 52 من مجموع 031 دولة في الترتيب العالمي.