وجّه المشاركون في أشغال اليوم البرلماني التضامني مع الشعب الصحراوي المنظم أمس بالجزائر، دعوة عاجلة للمجتمع الدولي والأممالمتحدة، للتدخل بغرض وضع حد للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، التي يتعرض لها المواطنون بالأراضي الصحراوية المحتلة، على يد السلطات المغربية. كما كانت المناسبة، التي نظمت بالمجلس الشعبي الوطني تحت شعار "من أجل تحرير آخر مستعمرة في إفريقيا: الصحراء الغربية''؛ منبرا للتأكيد على التضامن مع الشعب الصحراوي، ودعمه في كفاحه لافتكاك حقه في تقرير المصير، من طرف المشاركين، الذين كان بينهم برلمانيون جزائريون وصحراويون، أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الجزائر والجمهورية العربية الصحراوية، إلى جانب فعاليات جمعوية من الجزائر والصحراء الغربية ودول إفريقية. وقال رئيس مجموعة الصداقة والأخوة البرلمانية الجزائرية الصحراوية الطيب الهواري إن مجلس الأمن الدولي ''مطالب باستحداث آليات لحماية حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة''، وندّد بما يتعرض له الصحراويون بتلك المناطق من ''قمع وحشي وتعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان، على يد آلة القمع المغربية، التي تريد إسكات صوت الحق، وثني الشعب الصحراوي عن المطالبة بحقه في تقرير المصير''. من جانبه أعرب سفير جمهورية فنزويلا ميشيل موخيكا، عن تمسك بلاده ورئيسها هوغو شافيز بدعم قضية الشعب الصحراوي، التي اعتبرها ''قضية مطالبة بالحرية والاستقلال''. وأعاب على الأممالمتحدة وبعثتها لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (مينورسو)، ''عدم إيفائها بالتزامها لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية، لأن المخرج الوحيد لهذا النزاع، هو تنظيم استفتاء حر ونزيه وعادل''. وخلص موخيكا إلى القول إنه ''ينبغي استغلال الفضاءات المتاحة كافة، من أجل دعم الكفاح المشروع للشعب الصحراوي لأنه من العار أن يبقى في 2010 إقليم واقع تحت الاحتلال''. وتحدث رئيس اتحاد شبيبة جمهورية مالي، باسم الندوة الدولية للشباب والطلبة المتضامنين مع الشعب الصحراوي، فناشد الأممالمتحدة والمجتمع الدولي ''التحرك من أجل فرض احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية الشعب الصحراوي من الانتهاكات، وتصفية الاستعمار بالصحراء الغربية''. كما حيّا المتحدث دور الجزائر ''التي وقفت على الدوام إلى جانب الشعوب التي تتوق إلى الاستقلال والحرية''. بدوره قال أمين عام الاتحاد العام لشبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب موسى سلمى، إن مجلس الأمن الدولي ''يتهرب من مسؤولياته القانونية والأخلاقية، ويمتنع عن خلق آلية لحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية''، مضيفا ''لقد ازداد شكّنا في مصداقية المنتظم الدولي، وقدرته على إحلال السلام العادل، وبتنا لا نرى في الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلا أداة أوجدتها القوى الكبرى، لهضم حقوق المضطهدين''. كما شهد اليوم البرلماني قيام المشاركين، وعددهم بضعة عشرات، بالتوقيع على سطح جدارية أنجزت بالمناسبة، التي تتزامن مع الاحتفالات ب ''يوم إفريقيا'' الذي يوافق ال 25 ماي من كل عام.