نظمت مديرية الثقافة لولاية الجزائر مطلع الأسبوع لقاء تشاوريا حول بعث المرحلة الثالثة من مخطط ترميم القصبة، وذلك بمقر المجلس الولائي السابق، وحضره المدراء التنفيديون للولاية والأسرة الإعلامية. وعُرضت على اللوح الإلكتروني مجموعة من الخرائط والتوضيحات بشأن البنايات والأماكن المتضررة بالقصبة العليا، الوسطى والسفلى، وفق شروحات مبسَّطة عكست بصورة فعلية النقاط التي تم ترميمها، وكذا النقاط التي ستخضع للعملية نفسها مستقبلاً، حيث ستتم مراعات نسبة تضررها وإمكانية مقاومتها، مع اختيار مواد البناء التي تتطابق مع طبيعة البنايات ونمطها الهندسي، وكذا اليد العاملة الجزائرية المؤهلة. وركزت مديرة الثقافة لولاية الجزائر ساطور في كلمتها على ضرورة المحافظة على النمط المعماري القديم للقصبة بكل جزئياته وحتى الدقيقة منها، وواصلت '' سنعمل كل ما في وسعنا حتى يعرف المشروع مصداقيته ''، كما أشادت بالأهمية التي أولاها رئيس الجمهورية للمعالم الأثرية وكل القصبات على مستوى الوطن وهو المشروع الذي لا يتحقق إلا بالوقوف على طبيعة المواد المستخدمة التي يجب أن تكون أصلية، ولو أن بعض المواد تتطلب الوقت كي تكون جاهزة كما هو الحال بالنسبة لبعض الأنواع من الحطب التي يجب أن تُقتطع من الأشجار بغرض إستعمالها في التعميد كما هو الحال بالنسبة لبنايات العهد التركي، ولكن الأهم هو الحفاظ على طعم القصبة الأصلي لأنها إرث حضاري وتاريخي عالمي، وصَرْح ثقافي لكل الجزائريين، لاسيما وأنه قد سبق و أن حصلت الهيئة الوصية على الثقافة في الجزائر على كامل المراحل التاريخية المهمة لأقلمة البنايات وفق طبيعتها الأولى. وعن اليد العاملة المؤهلة ذكر المحاضرون أنه يجب أن تتحلّى بالخبرة وبالأمانة وأن تُحافظ على نمط البنايات القديمة، كما يستدعي المشروع توفير كل الوسائل والمواد التي يجب أن تتطابق مع مواد البناء الأصلية كي لا يطرأ أي تحوُّر أو تشويه على جمال القصبة التي تحمل في ملامحها وفي روحها رموزا ثمينة لتمازج الثقافات. وللإشارة فقد أُجريت دراسات معمقة حول وضعية القصبة منذ ,1960 تشير إلى وجود 2589 بناية بقيت منها 1816 بناية شاهدة على عصرها أي أنه بقي ما نسبته 83 بالمئة من البنايات، وتمثل نسبة البنايات المهددة بالإنهيار 30 بالمئة، 10 بالمئة لم تبقى سوى آثارها، 50 بالمئة في وضعية متوسطة الحال، في حين تمثل البنايات المشمَّعة ما نسبته 10 بالمئة. وقد تم تصنيف معظم البنايات في الدرجة الثانية من حيث التضرر، أما تكاليف الترميم فتقع على عاتق الدولة 100 بالمئة، أما عن المرحلة الأولى من المخطط فقد شهدت تخصيص 310 مليون دينار جزائري، فيما شهدت المرحلة الثانية منه تخصيص 370 مليون دينار جزائري، فيما مسَّ التدخل الإستعجالي 688 بناية منذ انطلاق المشروع.