سكان عمارة 44 حي بوزرينة بالقصبة يطالبون السلطات بالوفاء بوعودها أين شهدت هذه العمارة حادث انهيار سلّمها كاملا على الساعة الثامنة صباحا، نتيجة اهترائه بسبب مياه الأمطار المتسربة من السطح، وأصيب سكان البناية بذعر كبير ووجدوا أنفسهم محاصرين في تلك البناية، بدون وسيلة تساعدهم على النجاة، ظنا منهم بأن العمارة توشك على السقوط بالكامل، وأن انهيار السلالم ما هو سوى البداية فقط، إلى أن جاء رجال الحماية المدنية وساعدوهم على الخروج منها عبر النوافذ والشرفات. * مراسلات عديدة دون نتيجة بعد وقوع الحادث، زار رئيس بلدية القصبة البناية وعاينها رفقة فريق مختص، وعرض على المقيمين بها شاليهات ببرج الكيفان بغرض إيوائهم ريثما تنتهي أشغال الترميم، لكن بعضهم ذهب إلى عائلات لهم، لأنهم لم يقبلوا بالانتقال من وسط العاصمة إلى شرقها، نظرا لارتباطهم بمقر العمل والدراسة بالنسبة لأولادهم، فيما قبل بالشاليهات عائلتان فقط. وبالرغم من أن سكان عمارة رقم 44 بنهج أحمد بوزرينة، قاموا في وقت سابق بإرسال طلب إلى رئيس بلدية القصبة من أجل القيام بأشغال ترميم بنايتهم في رسالة بتاريخ 17 سبتمبر 2006، نظرا لتدهور حالة السلالم الخشبية والتي تنذر بالخطر، كونها لم تعد صالحة للاستعمال، إلى جانب ظهور تشققات على مستوى الجدران نتيجة تسرب الأمطار المستمر، بعد أن فشلوا في إقناع المصالح التقنية للبلدية بتولي الأمر، إلاّ أنها حضرت لمجرد الملاحظة دون الشروع في الترميم، لأن رئيس البلدية رد عليهم بنفي هذه المهمة عن مصالحه، وقال حسبهم بأن البناية مدرجة في برنامج ترميم وإعادة تأهيل البنايات المتضررة جراء زلزال 2003، لأنها لم تكن محل خبرة من طرف هيئة المراقبة التقنية للبناء التي كلفت بهذه المهام من طرف مديرية السكن لولاية الجزائر. بالرغم من أن رئيس البلدية وفي اجتماع له مع سكان العمارة بتاريخ 3 نوفمبر 2008، أعلن عن تولي مصالحه هذا الأمر ببدء أشغال الترميم في حدود 15 يوما، على أقصى تقدير. وبعد تماطل الجهات المحلية في ترميم العقار، كان على السكان التوجه إلى الوالي المنتدب لباب الوادي، هذا الأخير الذي حوّل ملفهم للديوان الوطني للتسيير العقاري بدائرته من أجل دراسة الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة، ومن ثمّ بعث السكان لمديرية مركز الثقافة لولاية الجزائر رسالة، تم على إثرها إجراء دراسة شاملة عن وضعية السطح والسلالم اللذان تضررا بكثرة. وأقرت هذه الجهة في محضر دراستها، بأن السلالم بحاجة إلى تجديد بنائها، إضافة إلى وجوب ترميم السطح وجدران السلالم التي تعرّضت لتصدعات وتشققات حادة. وردا على أسباب تأخر أشغال الترميم لمدة تزيد عن 6 أشهر، أكد رئيس بلدية القصبة عمر سطايلي، بأن التأخر يعود إلى عدم اختيار المقاولة التي ستستلم عملية ترميم هذه البناية، والتي سيتحمّل سكانها ما نسبته 40 بالمئة من تكاليف الترميم، فيما تتكفل الولاية بالنسبة المتبقية، وهي 60 بالمئة، وذلك حسب المحضر الذي تم تحريره فور انهيار السلالم، وهذا بعد زيارة مصالح البلدية لعين المكان.كما أبدى المتحدث تفهمه لغضب سكان العمارة من تأخر عملية الترميم، وأقر بأن مصالحه وعدت المتضررين مباشرة بعد الحادثة بتولي عملية الترميم والبدء في أشغالها، بعد 15 يوما على أكثر تقدير، ليستمر الوضع مدة 6 أشهر كفترة أولية، إلى جانب احتمال زيادة شهر آخر، حسب ما تقتضيه الأشغال. لكن ما حصل، هو إنجاز الدراسات وتحويلها إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس، الدائرة الإدارية لباب الوادي، التي حوّلتها بدورها إلى ولاية الجزائر التي يبقى على عاتقها تعيين المقاول لبدء عملية الترميم في أجل أقصاه شهرين.