كان مبعوث المستقبل مساء الأربعاء الفارط مع موعد أول رحلة إلى جنوب إفريقيا تقل أول فوج من أنصار المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا تحسبا لمناصرة زملاء زياني في مغامرتهم المونديالية التي تبدأ نهار الغد بمواجهة المنتخب السلوفيني بملعب بولوكوان، حيث انطلقت طائرة الأربيس أ320 من مطار هواري بومدين في الساعة 16 .45 قبل أن تحط الرحال صباح الخميس بمطار جوهانسبورغ في الساعة الثانية والربع وبعد 8 ساعات و45 دقيقة من الطيران على متن الطائرة التي نقلت المنتخب الوطني من المانيا إلى دوربان,وهو ما أسعد الكثير من الانصار الذين كانوا من المحظوظين على حد تعبيرهم بركوب الطائرة التي اقلت نجوم المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا. الصعود إلى الطائرة على وقع ''وان تو ثري فيفا لالجيري'' ولم تستغرق إجراءات السفر كثيرا بمطار هواري بومدين بالنظر للتنظيم الكبير الذي ميز رحلة الأنصار,حيث تفاعل أعوان الأمن بالمطار مع هتافات المغادرين نحو جنوب إفريقيا واستمتع الكثير من الحاضرين بأخذ صور تذكارية قبل المشاركة في كأس العالم بعد غياب جزائري دام أكثر من 24 سنة كاملة، كما لم يفوت الانصار الفرصة لأخذ صور تذكارية بالجملة على سلم الطائرة المزينة بالألوان الوطنية والعبارة الشهيرة ''وان تو ثري فيفا لالجيري'',خاصة أن هده الطائرة اعدت بهذا الشكل خصيصا لهذا الحدث العالمي. "الخضر'' لكل الجزائريين و48 ولاية حاضرة وأهم ماميز الرحلة الأولى للأنصار نحو جنوب إفريقيا هو حرص المنظمين من الديوان الوطني السياحي والنادي السياحي الجزائري بالتنسيق مع وزراة الشباب والرياضة أن تكون كل ولايات الوطن حاضرة في بلاد مانديلا,وهو ماوقفنا عنده خلال لقائنا بأنصار جاءوا من 48 ولاية كاملة وأبرزهم القادمون من جنوب الوطن على غرار الأنصار القادمين من عين صالح وورڤلة، فضلا عن ولايات أحرى كجيجل، تلمسان بلعباس وسطيف، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى تعلق الجزائريين بمنتخبهم الوطني مهما كانت الظروف وأينما حل وارتحل. تضامن وانضباط كبيران إلى ذلك أعطى الأنصار الحاضرون في الرحلة المونديالية الأولى انطباعا جيدا وحضاريا,حيث شاهدنا انضباطا كبيرا وتضامنا بينهم,تجسد من خلال الصور التذكارية التي أخذها كل المناصرين فيما بينهم وجلوسهم مع بعضهم البعض من أجل التعارف,حيث فضل الكثير تغيير مقاعد جلوسهم مع أصدقائهم من أجل التعرف على أشخاص آخرين قدموا من ولايات بعيدة من اجل هدف واحد هو مناصرة المنتخب الوطني خلال المونديال من اجل تحقيق حلم 35 مليون جزائري بمشاهدة زملاء زياني يعانقون التألق العالمي أمام عمالقة الكرة العالمية. العنصر النسوي كان حاضرا والمسنون ''ملح'' الرحلة من جهة اخرى لم تفوت المرأة الجزائرية مرة أخرى الفرصة لتأكيد حضورها لمساندة المنتخب الوطني فبعد تنقل بعض المناصرات إلى القاهرة والخرطوم,عرفت الرحلة الأولى للانصار المتوجهين نحو جنوب إفريقيا تواجد العنصر النسوي بقوة,لتأكيد القاعدة الجماهيرية الغنية ل'' محاربي الصحراْء'',كما لاحظنا أيضا تواجد بعض المسنين ضمن الانصار في تزاوج رائع بين الشباب الذين يشكلون النسبة الكبيرة وهؤلاء الأنصار الذين أبوا إلا ان يكونوا في الموعد للوقوف إلى جانب المنتخب الوطني وتاطير الانصار الشباب لإعطاء صورة جميلة عن الجزائر في جنوب إفريقيا,وعلق الأنصار الشباب على تواجد مناصرين مسنين بالقول أنهم ''ملح'' الرحلة وسيكونون فال خير على المنتخب الوطني إن شاء الله. استقبال رائع داخل الطائرة وكان وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار ضمن الرحلة أيضا لرغبته في مرافقة عملية نقل الانصار شخصيا ومعاينة مرافق الإقامة التي اختيرت لهم, فضلا عن تنقله لتمثيل رئيس الجمهورية في حفل افتتاح كاس العالم الذي جرى أمس بملعب سوكر سيتي بجوهانسبورغ. ومباشرة بع إقلاع الرحلة من مطار هواري بومدين غادر الوزير مقعده واتجه لمعاينة ظروف سفر الانصار الذين خصوه باستقبال مميز جدا، ورددوا مطولا ''يعطيك الصحة يا جيار..'' لحرصه الشخصي على راحة الجزائريين المتنقيلن إلى جنوب إفريقيا من اجل مناصرة الألوان الوطنية,كما لم ينس الأنصار أيضا رئيس الجمهورية الذي اعطى تعليمات صارمة لتفعيل عملية نقل المناصرين الجزائريين إلى بلاد مونديلا,ودوت عبارات ''بوتفليقة..بوتفليقة اوووه..أوووه'' في طائرة الأربيس أ320 في أجواء احتفالية غير مسبوقة لا يصنعها إلا الجزائريون حتى ولو كان ذلك في السماء. الوزير يسلم على كل ركاب الطائرة واحدا واحدا كما حرص وزير الشباب والرياضة على الحديث إلى كل ركاب الرحلة رقم 2044 فردا فردا من خلال القيام بجولة داخل الطائرة دامت قرابة الساعة,تبادل فيها جيار أطراف الحديث مع الأنصار الذين جاءوا من محتلف جهات الوطن,حيث حث الوزير الأنصار على تقديم صورة جميلة وحضارية عن الجزائر والجزائريين في ملاعب جنوب إفريقيا على اعتبار أنهم سفراء الجزائر خارج الوطن، وهو مالقي تجاوبا كبيرا من قبل الأنصار الذين وعدوه بان يكونوا في مستوى سمعة الجزائر وأوفياء لطريقة تشجيعهم الحضارية والوقوف إلى جانب ''الخضر'' إلى آخر لحظة. صور تذكارية بالجملة وجيار استجاب لطلبات الجميع وبما أن المناسبة كانت مميزة بالنسبة للكثير من المناصرين,فإن العديد منهم تهافت على أخذ صور تذكارية مع وزير الشباب والرياضة الذي استجاب لطلبات الجميع بابتسامة عريضة أثلجت صدور المناصرين المحظوظين الذين سيتمتعون بفرصة مناصرة زملاء مطمور من قلب الحدث بجنوب إفريقيا. كالام وعدة لاعبين قدامى في الموعد وكان من ضمن المتنقلين إلى جنوب إفريقيا عدة لاعبين قدامى تم التكفل بهم من قبل وزارة الشباب والرياضة التي أشرفت على اختيار لاعبين من كل اندية القسمين الاول والثاني لنقلهم إلى بلاد مونديلا وتذوق حلاوة المشاركة في المونديال التي لم يتذوقها الكثير منهم على غرار مختار كالام، مكسي، لحسن,أكلي، عكاك وبن تركي. الجزائريون يكسرون هدوء جوهانسبورغ في الثانية صباحا وبعد حوالي 9 ساعات من الطيران حطت الطائرة الجزائرية بمطار جوهانسبورغ الدولي في حدود الساعة الثانية والربع صباحا,وسط احتفالات كبيرة من أنصارنا الذين كسروا هدوء جوهانسبورغ من خلال ترديدهم لشعاراتهم المعروفة ، على غرار ''وان تو ثري فيفا لالجيري''...وهو مالفت انتباه الجميع على غرار عمال المطار الذين تفاعلوا كثيرا مع هتافات أنصار ''الخضر'' في أجواء رائعة جدا. الأجانب صوروا أنصار ''الخضر''بهواتفهم النقالة ولأن الأجواء التي صنعها الجزائريون بمطار جوهانسبورغ كانت فريدة من نوعها,فإن المسافرين الأجانب الذين تزامن موعد وصولهم مع أنصار ''الخضر''استغلوا الفرصة لتصوير هذه المشاهد التي لم يألفوها بهواتفهم النقالة حتى يبقوها للذكرى,خاصة أن الألوان الخضراء والبيضاء كانت طاغية على ألوان مونديال جنوب إفريقيا التي اكتسى بها مطار جوهانسبورغ. مناصران إنجليزيان صورا الأجواء وتفاعلا مع الأنصار وما لفت انتبهانا هو تواجد مناصرين إنجليزيين في تلك اللحظات بمطار جوهانسبورغ,حيث قاما بتصوير طريقة احتفالات الجزائريين وتفاعلا مع الأهازيج التي كانوا يرددوها في صورة رائعة جدا تؤكد الطريقة الحضارية التي يناصر بها الجزائريون منتخبهم الوطني. '' وان تو ثري فيفا لالجيري'' بلسان جنوب إفريقي وفي ظل ذلك التجاوب الكبير قام بعض العاملين بالمطار من الجنوب إفريقيين بترديد الشعارات التي كسر بها الجزائريون هدوء مطار جوهانسبورغ,على غرار إحدى العاملات التي قامت بترديد العبارة الشهيرة ''وان تو ثري فيفا لالجيري''رغبة منها بالترحيب بالجزائريين في جنوب إفريقيا وهو مالقي تجاوبا كبيرا من أنصارنا الذين ردوا بطريقتهم الخاصة على ذلك عندما هتفوا باسم مونديلا مطولا.