سجل انخفاض ''محسوس'' خلال السنوات الست الأخيرة في خسائر النخيل الناجمة من حرائق الغابات بولاية ورقلة مقارنة بالسنوات التي سبقتها مما سمح بالمحافظة على مساحات شاسعة من هذه الثروة الفلاحية الهامة عبر الولاية كما أفادت اليوم الثلاثاء مصالح الحماية المدنية. وتشير إحصائيات ذات الجهاز وعلى سبيل المثال لا الحصر أن الخسائر المسجلة بهذا الخصوص لم تتجاوز خلال السنة الماضية 1.909 نخلة و 2.885 نخلة في 2015 في حين بلغ عدد النخيل الذي دمر بفعل الحرائق في 2014 ما مجموعه 3.319 نخلة . وتعتبر تلك الخسائر "متدنية" مقارنة بما سجل في 2010 حيث وصل حجمها إلى 7.662 نخلة و 7.598 نخلة في السنة التي قبلها و 8.263 نخلة أتلفت في 2008 فيما كانت الخسائر المسجلة بهذا الخصوص في 2007 في حدود 5.509 نخلة كما أشير إليه. وقد تضافرت جملة من العوامل الإيجابية التي ساهمت بقسط وافر في تراجع خسائر النخيل بالمنطقة من بينها تكثيف الحملات التحسيسية في أوساط الفلاحين سيما منها ما تعلق منه بالتقيد بالإجراءات الوقائية اللازمة لدى التخلص من الأعشاب الضارة عن طريق الحرق و تدعيم مصالح الحماية المدنية بعتاد جديد أثبت فعاليته في التدخل السريع والناجع للسيطرة على الحرائق و الحيلولة دون توسع رقعتها. كما أدى الرتل المصغر الذي أنشئ لأول مرة في يوليو 2011 دورا "ملموسا " في السيطرة على الحرائق بغابات النخيل ومنع توسعها سيما المحيطة بعاصمة الولاية حيث لجأت مديرية الحماية المدنية إلى تسيير دوريات إستطلاعية داخل واحات النخيل لرصد حوادث نشوب الحرائق في الوقت المناسب و التدخل الفوري لإخمادها تضيف ذات المديرية . ويتشكل هذا الرتل المتنقل من عدة شاحنات إطفاء و سيارة للإسعاف و أخرى للإتصالات كما يتم ضمن هذه الآلية تقديم دروس تكوينية لأعوان الحماية المدنية في مجال الدفاع ضد الحرائق الغابية. منطقة ورقلة الأكثر عرضة للحرائق لانتشار واحات النخيل المهملة وتعد منطقة ورقلة الأكثر عرضة إلى الحرائق بواحات النخيل بها مقارنة بباقي المناطق الأخرى للولاية حسب ما لاحظته ذات الهيئة . ويعود سبب ذلك -كما أشارت مديرية الحماية المدنية- بالدرجة الأولى إلى أن هذه المنطقة تتميز بتواجد أعداد كبيرة من واحات النخيل المهملة وهو غالبا الأكثر عرضة لحرائق الغابات لانعدام اهتمام ورعاية ملاكها . وتوجد معظم هذه الواحات من النخيل محل نزاعات عائلية التي تمتد لسنوات طويلة مما يعرض هذه الثروة من النخيل إلى شتى الأخطار مثلما أشير إليه . ومن بين أهم الصعوبات التي تظل تواجه فرق مكافحة الحرائق بالولاية عدم وجود ممرات و مسالك غابية لتسهيل مرور شاحنات الإطفاء وانعدام نقاط المياه داخل واحات النخيل بالإضافة إلى استعمال الفلاحين للحواجز المنجزة بسعف النخيل التي تعيق تدخلات أعوان الحماية المدنية . وتتوفر ولاية ورقلة على ثروة من النخيل يصل تعدادها إلى أزيد من 6ر2 مليون نخلة منها أزيد من مليوني نخلة منتجة من مختلف أصناف التمور (دقلة نور و غرس ودقلة بيضاء) تتربع على مساحة إجمالية مقدرة ب 21.977 هكتار. وتأتي زراعة النخيل في مقدمة الأنشطة الزراعية التي تشتهر بها هذه الولاية وتشكل موردا إقتصاديا هاما في الحياة المعيشية لأغلب السكان.