يحفظ غالبية الجزائريين المواد الغذائية في علب او اكياس او قارورات بلاستيكية ، غير ان كثيرا من المستهلكين لا يعون الخطر الذي يحدق بصحتهم جراء الاستعمال السيء لهذا النوع من التعليب ، وهو ما يوجب التوعية والتحسيس بحسب خبراء التعليب والاطباء . وتننشر الاكياس والعلب البلاستيكية في كل محال المواد الغذائية وتلجأ العديد من ربات البيوت الى استعمال التعليب البلاستيكي لحفظ وتسخين المأكولات ، بالرغم من ملاحظة الجميع أن الاكياس المستعملة في التعليب والحفظ مريبةن لا سيما وانها تطلق الروائح وتترك الالوان المطبوعة بها آثارا على الايادي أو على تلك المواد مهما كانت مدة الحفظ فيها قصيرة ، غير ان المستهلكين لا يجدون بديلا لها في الاسواق وهو ما يجبرهم على استعمالها يوميا وفي كل عملية شراء . و ينقسم البلاستيك الموجه للاستعمال الى 7 انواع وهو ما يستدعي الانتباه اليه من لدن المستعملين بحسب اوجاد كهينة مفتش رئيسي بالمركز الجزائري لمراقبة النوعية والرزم "فالمستهلك يجب ان يلاحظ الارقام المتواجدة داخل المثلث المرسوم بجنب العلبة او الكيس فالرقم واحد يشير الى ان المنتج مصنوع من مادة البولي ايثيلان وهي مادة مخصصة لتعبئة المشروبات ، ورقم 2 مخصص لتعليب مواد التنظيف والتجميل، ورقم 3 يمكن استعمله لبعض المواد الغذائية كالمرطبات المايونيز والعسل ،اما رقم 4 فهو لصناعة الاكياس ، والرقم 5 مخصص للحوم ومشتقات الحليب اوقنينات الدواء،و رقم 7 يشير الى ان العلبة مصنوعة من مادة اساسها بولي كاربونات وهي نوعية قوية لا تتلف. استعمال التعليب من البلاستيك غير ضار في الاساس،الا ان الخطر يحدث لدى تعرض المادة البلاستيكية الى العوامل الخارجية، فالبلاستيك عبارة عن مادة كيمائية مكونة من مواد ثقيلة يمكنها التأثر بالحرارة ، وهو ما يجعلها تهجر الى المادة الغذائية، كما يحدث كثيرا في قنينات رضاعة الاطفال الصغار التي تستعملها الامهات ، فالرضاعات مقاومة وغير قابلة للكسر غير انها مصنوعة من مادة كيميائة تدعى البيسفينول. . واذا تعرضت الى حرارة الميكرويف يمكن ان تنتقل هذه المادة الكيميائية الى المادة الغذائية وهو ما يشكل خطرا على الرضع . وتزداد احتمالات وقوع مثل هذه المخاطر في فصل الصيف عندما يكثر الاقبال على المواد السائلة المحفوظة في القارورات البلاستيكية وهو ما يذهب اليه محمد زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك الذي أكد أن الواقع يكون اكثر مرارة في فصل الصيف لا سيما في المناطق الصحراوية حيث يتم نقل المواد الغذائية تحت الشمس وهو ما يؤدي الى انبعاث المواد الكيمائية وتحللها في المواد الغذائية التي توجه للاستهلاك. ويعد الالتزام في هذه الحالات واجبا وضروريا، بالنظر لارتفاع نسب الاصابة بمرض السرطان وانتشاره الرهيب في غياب الوقاية والعناية، وتوضح سمية اولمان مختصة في الاورام السرطانية ان البلاستيك قد يكون مادة مسببة للسرطان، ويمكن ملاحظة ذلك بالنسة لتفشي الاصابات في عدد العاملين في صناعة المواد البلاستيكية ، وكذا نسب استعمالها في البيوت من اجل حفظ المواد الغذائية أو لتسخين هذه المواد الغذائية في الميكرويف،ولذلك يفضل استعمال الزجاج اوالفخار او الاواني المصنوعة من الحديد في المطبخ . وكانت وزارة التجارة قد وضعت اطارا قانونيا لحماية المستهلك وقمع الغش في مجال استعمال وتحويل البلاستيك الموجه للاستعمال الغذائي ، حيث ينص القانون على ان كل منتوج غذائي موجه للاستهلاك يجب ان يعلب في مواد سليمة ولا تؤثر على صحة المستهلك ، غير ان الحيطة والحذر مطلوبان لدى المنتجين والمستهلكين على حد السواء لذلك توجب احترام شروط الحفظ وطريقة التخزين وعدم تعريضها لدرجة الحرارة واحترام مدة الحفظ، وعدم وضع الاكل ساخن في العلب البلاستيكية ووجوب قراءة وسم المنتج المعلب بالبلاستيك ، بحيث أن العلب التي لا تحوي رمز ملعقة او شوكة وكأس فهي غير مؤهلة لحفظ المواد الغذائية، وكذا تفادي تسخين الاكل في البلاستيك في الميكروويف.