ترك العرض الذي قدمته فرقة المديح ''الأنيس'' لقسنطينة في سهرة أمس الثلاثاء بدار الثقافة ''حسن الحسني'' لمدينة المدية انطباعا حسنا لدى الجمهور العريض الحاضر بالقاعة. ويعود سر نجاح هذا العرض إلى وجود شابين موهوبين في صفوف هذه الفرقة تحصلا على جائزة مرتين متتاليتين في مهرجان الشارقة بالإمارات العربية المتحدة الذي انتظم سنتي 2006 و2007 حيث يعتبر أداؤهما قريبا جدا من أداء المغني سامي يوسف حسب رأي عدد كبير من المتفرجين. ويعتبر أساتذة الموسيقى نجاح فرقة ''الأنيس'' مستحقا بالنظر إلى التحكم الكبير الذي أبداه أعضاء المجموعة الصوتية في أداء المدائح و قدرتهم على الانتقال من أسلوب لآخر في انسجام تام جدير بالمحترفين. وذكروا من جهة أخرى أن الأداء الفني لفرق ''الأنيس'' (قسنطينة) و'' الوصال'' (سكيكدة) و'' النور'' للمدية و'' إمسلان'' لإليزي التي قدمت عروضها في سهرة أمس يؤكد مدى تطور المديح مقارنة بما كان عليه في بداية المشوار. و قد تخلت فرق المديح عن النمط القديم الذي لم يعد متبعا بسبب ''فراغه'' من الناحية الفنية وتمت عصرنته و إثراؤه من خلال إدخال أنغام موسيقية جديدة و إيقاعات مستعارة من الحوزي و المألوف وكذا الأندلس على حد قولهم. و يبدو هذا التطور جليا في نظرهم في تأليف المديح الذي لم يعد يرتكز على الفعل و الفاعل بل تعداهما ليتعزز بالموسيقى التي تلعب دورا أساسيا في تأليف المديح. و لوحظ التنسيق بين هذه العناصر الثلاثة في أداء فرقة '' الوصال'' لسكيكدة التي يعتبرها العارفون من بين أهم مدارس التكوين في النوع الموسيقي الذي ينطوي على مفاجآت أخرى بمناسبة السهرات المبرمجة لغاية يوم غد الخميس حيث سيتم تقديم عروض فنية من طرف فرقتي ''الباهة'' لبوسعادة و''أنغام الحياة'' لغرداية.