قال مسؤولون أميركيون إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستسعى إلى الاستعانة بمزيد من الضغوط الدبلوماسية العربية على إيران للحد من طموحاتها النووية أثناء جولتها في الخليج التي بدأت أمس الأحد. ولمح المسؤولون إلى أن واشنطن ترى أن أحد السبل التي تستطيع السعودية المساعدة بها دبلوماسيا، هي تقديم ضمانات للصين بأنها ستلبي احتياجاتها من النفط، وهي خطوة قد تخفف من امتناع بكين عن فرض مزيد من العقوبات على إيران. وقال جيفري فيلتمان مساعد كلينتون ''نعتقد أن لكل دولة دورا تلعبه بالمساعدة في الضغط على إيران''، مشيرا إلى أن السعودية والصين زادتا في الآونة الأخيرة اتصالاتهما الدبلوماسية والتجارية، وأضاف ''نتوقع أن يستغل السعوديون هذه الزيارات ويستخدموا علاقاتهم بطرق يمكن أن تساعد بزيادة الضغط على إيران''. فيما أشار مسؤولون آخرون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إلى اعتقادهم بأن السعودية قامت ببعض اللفتات تجاه الصين بشأن تأكيدات الوقود، وأضاف هؤلاء دون ذكر تفاصيل ''حدثت بعض التحركات الإيجابية في الآونة الأخيرة''. ووصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الخليج في زيارة لقطر ثم السعودية حيث طالبت من قادتها إقناع الصين بالانضمام إلى الجهود الأميركية الرامية إلى فرض عقوبات على إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وتأتي هذه المساعي في الوقت الذي لم يحقق فيه الرئيس الأمريكي باراك اوباما تقدما يذكر في جهوده لاستئناف محادثات السلام أو لإقناع إيران بكبح برنامج نووي مدني يشتبه الغرب بالإضافة إلى دول عربية كثيرة بأنه ستار لتطوير أسلحة نووية.وتقود الولاياتالمتحدة حملة لجعل مجلس الأمن الدولي يفرض جولة رابعة من العقوبات على إيران التي تقول إن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء ومن ثم تستطيع تصدير مزيد من نفطها وغازها الثمين. ومن جهة أخرى، ستواصل كلينتون أيضا جهود إدارة الرئيس باراك اوباما لتشجيع السلام بين العرب وإسرائيل والعمل على ''طي صفحة'' الماضي في العلاقات مع الدول الإسلامية، وقد سبق زيارتها إعلان الرئيس الأميركي باراك اوباما عن تعيين مبعوث خاص له لدى منظمة المؤتمر الإسلامي. وتأتي هذه المهمة بينما تعمل الولاياتالمتحدة على تعزيز دفاعاتها في الخليج لمواجهة أي هجمات صاروخية إيرانية محتملة، عبر نشر بوارج وصواريخ اعتراضية في أربع دول هي قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت. كما تتزامن زيارة كلينتون مع تكثيف الجهود الدبلوماسية الأميركية في الخليج التي تتمثل بزيارات لكبار الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين الأميركيين على أعلى مستوى إلى المنطقة.