استمتع الجمهور النيجيري بالعرض الفني الذي قدمه أمسية البارحة الباليه الوطني الجزائري بالمركز الثقافي اومارو غاندا بنيامي وذلك في اطار الاسبوع الثقافي الجزائري المقام بالنيجر من 24 فيفري الى 2 مارس. وقد صفق الجمهور الغفير طويلا لفناني الباليه الوطني الذين اعطوا لمحة عن غنى ثراث فن الرقص الجزائري من خلال مجموعة من اللوحات التي تبرز الرقصات الشعبية لمختلف مناطق البلاد. و ادى اعضاء الباليه الجزائري بازيائهم الفاخرة الموشحة بالذهب و الفضة ترافقهم موسيقى متناغمة مستمدة من التراث رقصات للتوارق و رقصة الفرسان و رقصة اخرى لاولاد نايل. كما قدم فنانو الباليه على ايقاع الة الزرنة مراسم حفل زواج عاصمي من خلال اخراج جميل للرقصات. و جاء في كتيب التقديم الذي تم اعداده بمناسبة هذا الاسبوع الثقافي "ان الرقص هذا الفسيفساء الحي و الارث المذهل المستمد من تقليد راسخ تم صقله باناة عبر مرور السنين هو فن عفوي و مجرد يكشف عن ثراء شخصية شعب يعود سر ابداعه الى حقبة ما قبل التاريخ". وتعليقا على هذا المشهد الفني الفريد قالت الطالبة زينابو انها "جد مرتاحة" لحضور هذه الامسية مضيفة "ان هناك اناقة و انسجام و ثراء كبير في هذه الرقصات الشعبية الجزائرية التي اكتشفها لتوي". وكان سبق هذا الحفل تقديم مسرحية بعنوان "موقف اجباري" من توقيع امحمد بن قطاف و قام باخراجها ايفان روموف من مسرح دو لانش بمرسيليا (فرنسا). وتتميز هذه المسرحية ذات الاسلوب الحديث التي تم تاديتها بكثير من البراعة بمستوى الممثلين و قيمة النص و فن الاضواء و بساطة الديكور. و من بين الأغاني الناجحة المسجلة في رصيد الفرقة التي أحيت عدة حفلات بالجزائر و بالخارج يذكر "بابا ميمون" و "عائشة" و "حمودة" و "السلام عليكم" التي تعد تخليدا للسلم و الهناء و الأخوة. و قال الموسيقي الذي كرس عدة سنوات للبحث حول الإيقاعات الإفريقية "أحاول أن أمزج بشكل منسجم الأسلوب الأفرو قناوي و الجاز". و من جهته عبر "أناس" شاب إفريقي أعجب بالحفل عن إنبهاره بنوعية الموسيقى. و أشار شاب إفريقي آخر حضر النشاطات التي تم تنظيمها في إطار هذه التظاهرة إلى التقارب الكامن بين الثقافتين و الموسيقى الجزائرية و النيجرية. و قبل الحفل تم عرض فيلم "مسخرة" لإلياس سالم الذي يروي قصة منير شاب يريد تزويج شقيقته ريم من رجل ثري قدم من الخارج بينما هي مغرمة بشاب من القرية. و يعلن منير ذات ليلة يدخل فيها ثملا إلى ساحة القرية أن رجل أعمال ثري أجنبي طلب يد أخته ريم للزواج. و بين عشية و ضحاها يصبح منير محل كل الأطماع. و غيرت أكاذيب منير رغما عنه من مصير عائلته و دفعت الشاب المغرم بريم إلى فرض نفسه على عائلته و طلب يد ريم للزواج.