لايمكننا تجاهل أكبر جريمة ضد الإنسانية التي كثر تعدادها وتفاقمت عواقبها على الإنسان في بلادنا العربية. جريمة قتل الشرف عند العرب تستحق جهود كل من يخاف على ضميره وأخلاقه من همجية عادات وحشية وتقاليد عربية خالية من كل مايسمى بحضارة إنسانية. منذ بضعة أيام بينما كنت أتصفح أحد المواقع الأخبارية المتعددة على الأنترنت لأقرأ أخبار وطني ، لفت نظري خبراً محلياً. وحتى أضع القارئ في نفس الحالة النفسية التي واردتني عندما قرأت هذا الخبر، أنقله هنا كما جاء على قتل شقيقته المدعوة (سلام) والبالغة من العمر 17 عاما بسبب مباغتته لها ورؤيته إياها في وضع غير أخلاقي مع الشابالبالغ من العمر 33 عاماً وذلك في منزل والده في ، حيث قام بطعن المغدورة شقيقته بسكين مطبخ حاد عدة طعنات قاتلة في رأسها وأنحاء متعددة من جسمها فيما لاذا صديقها بالفرار وبعد التحقيقات التي أجريت تم إلقاء القبض على القاتل وأعترف بفعلته وأنه قد قام مسبقا بتحذير المغدورة شقيقته بضرورة الابتعاد عن المذكور والذي ألقي القبض عليه أيضا واعترف بفعلته نافيا قيام العلاقة الجنسية الكاملة بينهما وبالفعل أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى سلامة غشاء البكارة ." الحمد لله على سلامة غشاء بكارتك يا سلام، ونرجو من الله أن يدخلك جناته الفسيحة ويكافئك على عفتك وحفظ فرجك من كل شر. ولا تخافي فالقانون الموضوع في بلادنا لمعاقبة أخاك سوف يأخذ لك كل حقك كاملاً وسيرميه في السجن لبضع سنوات ليخرج بعدها رافع الرأس بين أهلك وأحبابك، لأنه قد حفظ لك بكارتك وأرسلك في ربيع عمرك إلى ربك عذراء لتكوني هبة الله والوعد الصادق لرجال الدين الشهداء الذين قاتلوا في سبيل الله وماتوا ثم دخلوا جنات عدن، هل من المعقول لأمة عربية كاملة أن تدني بمفهوم المرأة، النصف الآخر من الخليقة الإنسانية، إلى هذا الحد من الإحتقار والإزدراء؟ هل من المعقول ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نُقّيمَ الفتاة في مجتمعاتنا العربية من خلال سلامة غشاء بكارتها فقط!؟