حذر رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من أن عملية السلام قد لا تنجو إذا فشلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة في الموافقة على حل الدولتين، يأتي ذلك بينما ربط الاتحاد الأوروبي تحسن العلاقات مع إسرائيل بمدى التزامها بهذا الحل. وقال عريقات بمقال له في صحيفة واشنطن بوست الأميركية "إن حياة عملية السلام توشك على الانتهاء"، مضيفاً أن مصداقية هذه العملية باتت على المحك وهي لن تنجو من جولة أخرى من المفاوضات الفاشلة، وكذلك لن ينجو حل الدولتين. وأضاف أن على الحكومة الإسرائيلية التي يقودها رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو أن تؤكد بما لا لبس فيه دعمها للحل القائم على الدولتين وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة اعتماداً على حدود عام 1967. وأكد أنه "بدون هذه الالتزامات فإنه ليس لدى الفلسطينيين شريك سلام"، مشدداً كذلك على ضرورة الوقف الفوري للأنشطة الاستيطانية بما فيها بناء الجدار العازل، منوهاً بأنه "بدون تجميد المستوطنات فإنه لن يتبقى حل دولتين للحديث عنه".وفي الإطار ذاته حذر الاتحاد الأوروبي أمس نتنياهو من أن علاقات الاتحاد مع بلده ستتضرر إذا لم يقبل النداءات الفلسطينية بإقامة دولة لهم. وقال وزير الخارجية التشيكي كارل شوارزنبرغ -الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد- إن علاقات الاتحاد بإسرائيل "ستصبح صعبة للغاية، مشيراً إلى أن الاتحاد سيناقش النتائج التي سيستخلصها من ذلك في الاجتماعات الوزارية المقبلة. بدوره أوضح وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن أن رفع مستوى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل الذي جرى الحديث عنه منذ فترة طويلة في مجال التجارة وغيرها من الروابط أمر يعتمد على إبرام إسرائيل اتفاقا مع الفلسطينيين، مؤكداً أنه "من غير المسموح به الانسحاب من عملية السلام". أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير فأكد على أن الأوروبيين يرون أنه أيا ما يكون التوازن في الحكومتين (الإسرائيلية والفلسطينية) فإن خلق حل على أساس دولتين يجب أن تكون له الأولوية. وجاءت هذه التصريحات عقب اجتماع لوزارء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في جمهورية التشيك أمس الجمعة. ولم يظهر نتنياهو حتى الآن تأييده العلني لحل الدولتين الذي تدعمه الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة، إلا أن حزبه الليكود وافق في صفقة ائتلافية مع حزب العمل على احترام كافة الاتفاقيات الدولية لإسرائيل وهي صيغة تشمل الاتفاقيات التي تدعو لقيام دولة فلسطينية. وفي إطار متصل آخر يعقد في جامعة ماساشوستس بمدينة بوسطن الأميركية مؤتمر بشأن حل الدولة الواحدة للصراع العربي الإسرائيلي وهو موضوع يبحث حالياً في أوساط سياسية وأكاديمية أميركية وغربية وعربية. وكانت فكرة إقامة دولة واحدة في فلسطين تضم الفلسطينيين واليهود برزت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بعد إدراك الكثيرين صعوبة تطبيق حل الدولتين خاصة مع مجيء حكومة إسرائيلية يغلب عليها اليمين المتطرف. ويشارك في المؤتمر -الذي يستمر يومين- أكثر من ستمائة مشارك من الأكاديميين والخبراء العرب والأميركيين والإسرائيليين.