تخطت خسائر الزلزال الذي ضرب نحو 26 بلدة إيطالية حول مدينة لاكويلا التاريخية عاصمة إقليم أبروزو وسط إيطاليا فجر الاثنين، حاجز ال150 قتيلاً وال1500 جريح، إضافة إلى تشريد أكثر من 70 ألفا وتدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من عشرة آلاف مبنى وبعض المواقع التاريخية، رغم أن شدته لم تتعد 6.3 درجات بمقياس ريختر.وبينما سارعت الولايات لامتحدة ودول أوروبية وآسيوية إلى التعبير عن أسفها وتعازيها لضحايا الزلزال الذي يعد الأسواء الذي يضرب إيطاليا منذ عام 1980، مؤكدة استعدادها التام للمساعدة في جهود الإنقاذ، رفضت الحكومة الإيطالية تلقي أي مساعدات.وكان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذي ألغى رحلة إلى موسكو وتوجه مع وزير داخليته إلى المنطقة المنكوبة لتفقد الأضرار، قد أعلن حالة الطوارئ في الإقليم وأكد أن نحو أربعة آلاف عامل إنقاذ يعملون على إخراج الناس من تحت الأنقاض.وقال برلسكون إنه تم إنشاء مخيم في مدينة لاكويلا يضمّ ألفي خيمة، كل واحدة منها تستوعب ما بين ثمانية إلى عشرة أشخاص لإيواء الذين فقدوا منازلهم، كما تم حجز نحو آربعة آلاف سرير في فنادق المنطقة للناجين.ونجح رجال الإطفاء وعمال الإغاثة في إخراج نحو مائة شخص من تحت الأنقاض حتى الآن، إلا أن تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة أول أمس إلى حد التجمد صعب من جهود البحث عن ناجين في المدينة الجبلية والقرى المحيطة بها.وناشد برلسكوني الناجين عدم البقاء في بيوتهم المتضرّرة، معتبراً أن لا أحد يمكن أن يعرف ما إذا كان سيضرب زلزال آخر في الساعات أو الأيام المقبلة. وذكرت وكالة آكي أن بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف منزل تحوّلت إلى ركام، في حين ذكر مسؤولون أن عدد المباني المتضررة في المدينة التاريخية التي يعود بناؤها الى العصور الوسطى يصل إلى 15 ألف مبنى.وقال رئيس المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الأرضية وعلوم الزلازل إنزو بوشي إن ضعف الأبنية هو السبب وراء ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال الذي لم يكن قوياً بشكل خاص.وأضاف "من المحزن أن نلاحظ دائما أن ليس لدينا عقلية بناء هياكل ملائمة في مناطق معرضة لخطر النشاط الزلزالي.. بمعنى آخر، نحن لا نشيّد المباني لمقاومة الزلازل ولا نعمل على ترميم المباني القديمة لجعلها في مأمن من الانهيار".ونقلت آكي عن عمدة المدينة ماسيمو سيلانتي قوله لمحطة تلفزيونية إيطالية إن نحو مائة ألف شخص غادروا منازلهم، وإن عدداً من الأبنية في وسط المدينة التاريخي تضرّر.كما أعلن مستشفى لاكويلا وجامعة المدينة أنهما لم يعودا قادرين على استيعاب النازحين، معربين عن تخوّفهما من تدهور الأوضاع فيهما.وزادت الطبيعة الانحدارية لأراضي لاكويلا من صعوبة الأمر على رجال الإنقاذ لوضع الروافع وكذا سياراتهم، في حين تواصلت الهزات الأرضية الخفيفة في البلدة على مدار يوم أمس الاثنين.من ناحية أخرى ذكرت وكالة إنسا الإيطالية أنه فور وقوع الزلزال تلقت الحكومة الإيطالية اتصالات من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا وألمانيا وفرنسا واليونان وإسرائيل وبولندا وأفغانستان.وأضافت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الموجود في تركيا بعث بتعازيه لعائلات الضحايا، في حين قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه أصيب بصدمة عميقة، عارضاً مساعدة بلاده.وقال روبرت وود نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن بلاده سترسل أموال إغاثة طارئه إلى إيطاليا عبر سفارتها في روما، مشيراً إلى أن الحكومة الإيطالية رفضت أي مساعدات إضافية في مجال البحث والإنقاذ.وقالت المفوضية الأوروبية إنّها مستعدة لإرسال مساعدة فورية إذا ما طلبت الحكومة الإيطالية ذلك، مشيرة إلى أن إيطاليا قد تكون مؤهلة للحصول على مساعدات عاجلة من صندوق التضامن الأوروبي متوفرة في حوادث الطوارئ التي يتجاوز حجم الدمار فيها ثلاثة مليارات يورو (2.23 مليار دولار).وأعلنت تركيا كذلك أنها مستعدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى المنطقة المنكوبة في إيطاليا.كما عبر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك والرئيس الأفغاني حامد كرزاي والبابا بنديكت السادس عشر عن مشاعر الحزب والأسى لأجل ضحايا الزلزال.من جهته قال مدير الدفاع المدني الإيطالي أوغستينو ميوزو إنه حتى اللحظة ليس هناك من حاجة لأي مساعدة من بلدان أخرى.