ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة لاكويلا وسط إيطاليا إلى 250 قتيلا. وفقا لما أعلنته السلطات الإيطالية في حين استمرت الليلة الماضية عمليات البحث عن ناجين في ظل ظروف بالغة الصعوبة. وواصل عمال الإنقاذ العمل لليلة الثانية تحت الأضواء الكاشفة ووسط درجات حرارة تقترب من الصفر، بحثا عن ناجين من الزلزال الذي حدث في وقت مبكر من صباح الاثنين الماضي واعتبر أسوأ زلزال تشهده إيطاليا في العقود الثلاثة الأخيرة. وقضى آلاف الناجين ليلة حزينة أخرى في قرى من الخيام بينما تعرضت منطقة أبروزو الجبلية لسلسلة هزات من توابع الزلزال أعاقت جهود الإنقاذ، وتسببت إحداها في وفاة شخص آخر على الأقل. وأقيمت أمس أول جنازة لأحد ضحايا الزلزال في بلدة لورتو أبروتينو، في حين تشير التقارير إلى أن قائمة ضحايا الزلزال تشمل أيضا نحو ألف مصاب -بينهم نحو مائة إصاباتهم خطيرة- وخمسين مفقودا ونحو عشرين ألفا فقدوا منازلهم. وقامت الجامعات والصحف في مختلف أنحاء إيطاليا بجمع تبرعات لضحايا الزلزال الذي تراوحت قوته بين 5.8 و6.2 درجة بمقياس ريشتر، في حين خفضت الفنادق أسعارها للناجين وعمال الإنقاذ، وأعلنت أندية كرة القدم تخصيص إيرادات مبارياتها هذا الأسبوع لمساعدة المنكوبين. في الوقت نفسه وردت تقارير عن تعرض بعض المنازل والمتاجر للنهب ما دفع الشرطة لتكثيف دورياتها في الشوارع، في حين يواصل مسؤولو الحكومة اجتماعاتهم في العاصمة روما لتقييم الموقف.وكان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذي زار المدينة أول أمس الثلاثاء، قال إن جهود الإنقاذ ستستمر طوال الساعات ال48 القادمة أملا في العثور على بعض المفقودين على قيد الحياة. كما ذكر برلسكوني أن بلاده تعتزم رفض العروض الخارجية لتقديم المساعدة، غير أنه قال في وقت لاحق إن حكومته ستنظر في رعاية الولاياتالمتحدة ودول أخرى لعمليات إعادة بناء كنائس وغيرها من الأماكن الأثرية. يذكر أن إيطاليا شهدت في نوفمبر 1980 زلزالا مدمرا أدى إلى مقتل 2735 شخصا في جنوب البلاد.