تعكف وزارة العليم العالي و البحث العلمي على استكمال الترتيبات الأخيرة المتعلقة بإعداد نظام خاص بضمان جودة التكوين في التعليم العالي يتماشى في مضمونه مع المعايير الدولية المعمول بها في هذا الشأن ، حيث تعتبر من بين الاولويات الإستراتيجية والحيوية التي سطرتها الوصاية بهدف تحسين وتطوير المنتوج العلمي ورفع كفاءة المكونين مما يضمن الحصول على خريجين مؤهلين بكفاءة عالية على المستوى العالمي. فحسب أحد المصادر المسؤولة ، فان وزارة رشيد حراوبية تسهر حاليا على تطبيق هذا النظام الذي يعد إحدى الأولويات التنافسية و المهمة التي ينبغي أن ترتكز عليه جامعاتنا، مما يسمح لها بتحقيق النوعية والجودة المطلوبة في مخرجاتها ، باعتبار الجودة ركيزة أساسية لنموذج الإدارة الجديدة التي تتيح لها مواكبة المستحدثات العالمية من خلال مسايرة المتغيرات الدولية والمحلية من أجل التكيف معها في شتى المجالات . وفي نفس السياق، أوضح مصدرنا الى أن هذه السياسة التي بادرت إليها الجزائر في إطار اصلاح المنظومة الجامعية في ظل نظام "أل أم دي"، تأتي ضمن السياسات الاستشرافية للمستقبل التي يشرع في تطبيقها مرحليا حيث يؤسس لضمان الجودة في التعليم العالي، عن طريق توفير الأطر التشريعية و الموارد الكافية وكذا الأدوات والأساليب المتكاملة التي تساعد حسب ذات المتحدث المؤسسات التعليمية والتكوينية الجامعية على تحقيق نتائج مرضية مرتكزة في ذلك على وضع قاعدة معطيات ثرية بمختلف البيانات و المعلومات، الى جانب المؤشرات التي تمكن كافة الإدارات والقطاعات من الوقوف عليها من خلال ضمان الجودة في هذا القطاع الاستراتيجي الهام.فاقدام وزارة التعليم العالي و البحث العلمي على مثل هذا المشروع الطموح جاء كضرورة أملاه نظام التعليم العالي الذي يتطلب ايجاد المعادلة المثلى التي تمكنه من التوفيق بين الطلب المتزايد على التعليم كحق مشروع و بين متطلبات ضمان تكوين نوعي كفيل بتزويد المتعلم بالمهارات و الكفاءات بهدف تعزيز قدراته المعرفية ، وعليه ، و بناءا على المعطيات المتوفرة قرر وضع مخطط خاص بتكوين المكونين لإعادة تنشيط البحث العلمي والتكويني وكذا تعبئة الإمكانات الضرورية للاستجابة لأهداف التأطير واستقبال الطلبة تطبيقا لنظام ضمان جودة التعليم العالي إلى جانب مساهمة الأساتذة المقيمين بالخارج من خلال الإجراءات التحفيزية، كما سيتم ترقية طرق التعليم العصرية وتعميم استعمال التكنولوجيات. الحديثة للاعلام و الاتصال .أما بالنسبة للجانب المتعلق بالإصلاحات البيداغوجية، فستعمل الوزارة وفقا لهذا النظام المستحدث على مراجعة أنظمة الدخول والتقييم والانتقال وكذا التوجيه البيداغوجي، فضلا عن تثمين الأعمال التطبيقية مع العمل على توفير إمكانات مادية أكثر لمخابر التدرج، مع إعادة الاعتبار للتربصات في الأوساط المهنية وتثمينها و تطوير نماذج تكوين جديدة ،كما يسهر القائمون على إنجاح نظام الجودة على إعادة النظر في الخارطة الجامعية وتنظيم الهياكل المكلفة بالبيداغوجيا والبحث وتسيير المؤسسات الجامعية وكذا تطوير التعاون الدولي. و تجدر الإشارة أن عديد الدول العربية أمضت اتفاقيات مع المركز الدولي للدراسات التربوية في فرنسا بدعم من" برنامج تمبوس" في إطار التعاون المشترك حول وضع نظام لضمان الجودة في المعاهد التقانية التابعة لوزارات التعليم العالي للدول العربية . حتى تتمكن من الاستفادة من خبراتها و بالتالي الوصول إلى خريجي جامعات من مستوى أداء عال يلبي متطلبات سوق العمل وحاجات التنمية الاقتصادية .